في الوقت الذي كانت فيه جماهير ميلان الإيطالي تنتظر عودة نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، الى «الروسونيري»، وصل لاعبه القديم ماريو بالوتيللي بدلاً منه. في المقارنة بين الاثنين، لا يمكن طبعاً إلا تفضيل الأول، على مستوى العطاء والاداء الذي يقدّمه على أرض الملعب. أما من ناحية إثارة الجدل، فالاثنان يتنافسان معاً على ذلك، حيث يحتلان دائماً العناوين على هذا الصعيد.
بطبيعة الحال، كانت خيبة لجماهير ميلان استبدال «إيبرا» بـ»بالو». وإن كان هناك من يتحمّل مسؤولية تدمير هذه الآمال فهو «إيبرا» الذي أوهمهم باقترابه الرحيل عن باريس سان جيرمان الفرنسي، لكنه لم يفعلها رغم التوقعات بعودته الى الفريق اللومباردي الذي رحّب حتى مدربه الصربي سينيسا ميهايلوفيتش به قبل حصول أي شيء رسمي!
حلم عودة ابراهيموفيتش يبدو أنه انتهى، لكن أحد أهم أسباب انتقال «بالو» الى ميلان، بحسب الصحافة الإيطالية، هو رغبة ميني رايولا وكيل أعمال اللاعبَين معاً في منح بالوتيللي فرصة جديدة مع النادي الذي تألق في صفوفه، وحيث امتلك أفضل سجل تهديفي له من بين الفرق التي ارتدى قمصانها.

أفضل سجل تهديفي
لبالوتيللي مع الفرق التي لعب لها كان مع ميلان



صفقة إعارة مع إمكانية الشراء، قد تمنح مدرب ميلان أكثر من حلّ في الخطوط الأمامية، بحسب ما بيَّنت صحيفة «توتو سبورت» الإيطالية.
الأولى هي طريقة 4-3-1-2، حيث يكون بالوتيللي مهاجماً ثانياً الى جانب الكولومبي كارلوس باكا، وخلفهما الياباني كيسوكي هوندا، ما يجعله يكوّن ثنائياً ممتازاً جداً، وخصوصاً أن «بالو» مهاجم متحرك وليس مهاجماً ثابتاً فقط.
أما الاستراتيجية الثانية فهي 4-3-3، واللعب بثلاثة مهاجمين: بالوتيلي (مهاجم صريح)، البرازيلي لويز أدريانو (على الجهة اليمنى)، وباكا (على الجهة اليسرى). والحل الثالث، هو استفادة ميهايلوفيتش منه في صناعة اللعب، خلف الاثنين معاً.
لم يفتعل بالوتيللي أي مشكلة سابقة أيام لعبه مع ميلان، والخوف من أفعاله المجنونة لن تعود. هذا في الحدّ الأدنى ما قاله هو، إذ إن عودته الى ميلان «حلم» بحسب تعبيره، ولذلك هي فرصة ثانية له هناك، فرصة لا تتكرر إلا نادراً.
هذا الخوف الذي تمثّل في ما قاله رئيس الاتحاد الإيطالي كارلو تافيكيو، حين طالب بأن تتم إعادة بناء النجم الاسمر، وتأهيله لن يطول. ففي الوقت نفسه، يؤمن به الإيطاليون، إذ يملك كافة عوامل النجاح بسبب موهبته، لكن الأمر متروك له للعودة مجدداً من دون مشاكل مع انطلاق الدوري وكافة البطولات. وفي التصريحات التي أدلى بها، وعد بإثبات نفسه والتعلم من أخطاء الماضي، مؤكداً أنه قدم وعداً لنفسه من أجل التألق في آخر فرصة له.
آخر فرصة، قد تعني آخر فرصة للعب مع نادٍ كبير كالأندية السابقة التي لعب لها. فمن غير المنطقي أن تتعاقد الأندية الكبيرة مع لاعب أثبت عدم ارتقائه الى مستواها، وإن كان ميلان قد أعطاه فرصة ثانية، فإنه من المؤكد أن أحداً لن يفعل ذلك أو يكرره.
بالوتيللي في كثير من الأحيان كان صانع الفرح في «سان سيرو»، ويتوقع أن تكون تجربة الأسمر الإيطالي مع ميلان من جديد جيدة، هذا في الحدّ الأدنى، وذلك بعد مغامرته غير المدروسة مع ليفربول.
اذاً يقف بالوتيللي أمام فرصة أخيرة لإثبات أنه نضج ولا حاجة بعد الآن الى حركات غير لائقة بلاعب محترف. وما يساعده على ذلك، ويضعه أمام المسؤولية، ثقة الجماهير به وبموهبته التي تدفعه الى فعل ما يبرع به، أي تسجيل الأهداف فقط.
قد تصدق التوقعات وقد تسقط، هذا كله رهن الأيام المقبلة، التي سيحاول فيها بالوتيللي أن يعود «السوبر ماريو».