strong>أتى من باريس الى بيروت ليشرف على تدريب فريق الراسنغ، قبل أسبوعين فقط من انطلاق بطولة الدوري. ورغم معرفته بأحوال كرة لبنان، أطلق المدرب العراقي مالك فيوري مشواره، مستوعباً ظروف النادي واللعبة بما يشبه المغامرة
بعد خمسة أسابيع على بدء الدوري، توّجت بفوز ثمين على العهد القوي، لا بد من تقديم هذا الضيف العراقي. يحب مهنته ويحترم ناديه والنظام وقد تخرّج من مدرسة أبيه الشهيرة في بغداد (مدرسة حسن فيوري)، ولعب في العراق وفرنسا والبرتغال، ودرس التدريب في فرنسا ويريد ترك بصمة هنا في لبنان.
«أعرف أنها مغامرة كروية، لكني أرغب في تحويلها الى حقيقة ناجحة». عنوان بدأ به الشاب العراقي، الذي جاء من ميدان الاحتراف الى كرة الهواية والشحّ المادي والجماهيري... لماذا؟ وبابتسامة «لأنني أحب هذا البلد أولاً. ولماذا الراسنغ بالذات؟ سأجيب في آخر الحديث.
وكيف وجدت الراسنغ؟ إدارة مخلصة ومواهب تحب التمرين والتطور، ونحاول معاً تقديم الأفضل بما يليق بسمعة هذا النادي. صحيح أننا نتدرب على ملعب صغير، لكن الإرادة كبيرة.
وكيف وجدت كرة لبنان؟ في لبنان مواهب، لكنها تحتاج الى من يصقلها. مواهب لبنان أفضل من الخليج مثلاً، رغم فوارق الإمكانات عموماً، فكيف لو وجدت مراكز للتدريب تهتم بالناشئة، وهو الأساس وله علم خاص وبرامج تتعلق بمراحل النمو والقوة البدنية.

في لبنان مواهب أفضل من الخليج يلزمها صقل علمي بدءاً من الناشئة


وبشأن متابعته تمارين بعض الفرق، أجاب: طبعاً، للأسف شاهدت مشاهد مكررة «عمليات احماء وقسمة»، وهذا لا يطور اللاعب فهو يحتاج الى تمارين فردية وجماعية.
وعن الفرق يضيف، «الأنصار والعهد يمتلكان لاعبين جيدين، والساحل لديه مجموعة تختزن أكثر مما تقدم حتى الآن.
وعن طريقة لعبه أمام العهد قال «بواقعية لعبنا بخطة دفاعية ومراقبة المفاتيح (معتوق والعلي ودقيق) مع هجمات مرتدة، وفي الشوط الثاني طلبت من علي حمية التقدم وزيادة الهجوم فتفوقنا وسجل حمية هدف الفوز، وهناك تفاصيل لا ضرورة للبوح بها».
فيوري... طائرة؟
اسم العائلة «المالكي»، أما فيوري فلقب أطلقه الملك العراقي فيصل عام 1954 على والدي اللاعب حسن لسرعته الفائقة نسبة الى أول طائرة إنكليزية حطّت في العراق حينها. الوالد لعب لنادي القوة الجوية في الخمسينيات، وبعد اعتزاله أسّس مدرسة في التدريب عام 1962خرّجت آلاف اللاعبين وأصبح بعضهم مدربين مشهورين، والوالد ما زال يعمل وهو في الثمانين.
وبشأن الكرة العراقية حالياً، يضيف مالك «في العراق مواهب ومدربون، لكن دون تطوير عام رغم أن النوادي انتسبت الى الوزارات الرسمية لدعمها مادياً (الزوراء لوزارة المال، والطلبة للتعليم العالي و...).
... وأخيراً، تمنّى مالك لكرة لبنان أن تجتهد بمدرّبيها المحلّيين، وأن يخوضوا دورات صقل في أوروبا.
وختم «أشكر الصديق علي صفا الذي طلب إليّ المجيء للعمل مع الراسنغ لمعرفته وثقته برئيسه جورج فرح، وفعلاً لقيت هذا بكل محبة».


مالك المالكي ضيف كرة لبنان