لا يمكن المتابع للبطولات الأوروبية في كرة القدم إلا أن يتوقف عند موهبة الألماني باستيان شفاينشتايغر الآخذة في الصعود، يوماً بعد يوم، حيث يبدو اللاعب أمام مفترق طرق في مسيرته مع ازدياد الطلب عليه من الأندية الكبرى
حسن زين الدين
لم يخطئ قائد ألمانيا السابق ميكايل بالاك لاعب باير ليفركوزن، أول من أمس، حين أشاد بمهارة مواطنه باستيان شفاينشتايغر لاعب بايرن ميونيخ، لكن ما لم يوفّق به بالاك في بقية تصريحه هو اعتباره «شفايني» أحد أهم اللاعبين في الدوري الألماني فقط، إذ إن المتابع لمباريات هذا الشاب منذ بطولة كأس العالم الأخيرة ودوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي يجدر به أن يصنف شفاينشتايغر ضمن خانة أفضل اللاعبين في العالم. نعم، لا يبدو مبالغاً فيه على الإطلاق أن يوضع هذا اللاعب ضمن هذا التصنيف إزاء ما يقدمه على أرض الملعب. فنّيّات عالية، إجادة في التمرير، تسديدات محكمة، قطع للكرات، إدارة للفريق في منتصف الملعب، كل هذه الصفات تتجسد في لاعب واحد اسمه باستيان شفاينشتايغر.
من تابع المباراة الأخيرة لبايرن ميونيخ أمام بوروسيا مونشنغلادباخ في الدوري الألماني، لا بد أن يتوقف طويلاً عند الهدف الخرافي الذي سجله «باستي» بكعب القدم على طريقة النجم الجزائري السابق رابح ماجر، لذا لا يبدو مفاجئاً في الوقت الحالي أن يتصدّر شفاينشتايغر قائمة اللاعبين الأكثر طلباً لدى مدربي الأندية الكبرى في أوروبا. الكل حالياً يريد «شفايني». البرتغالي جوزيه مورينيو لا ينفك في معظم تصريحاته يشيد بباستيان، معلّقاً الآمال على إكمال الثلاثي الألماني في فريقه الى جانب مسعود أوزيل وسامي خضيرة. «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون يجد في شفاينشتايغر خير معوّض لنجمه الذي شارف على الاعتزال بول سكولز. الإيطالي كارلو أنشيلوتي مصمم على خطف هذه الجوهرة قبل مانشستر، وذلك لملء الفراغ الذي تركه رحيل بالاك عن تشلسي، والذي لم يستطع الغاني اليافع جون أوبي ميكيل تعويضه ليشكّل شفاينشتايغر في منتصف ملعب الفريق ثنائي الحلم مع فرانك لامبارد.
كل هذه الفرق إذاً تسعى بقوة الى اجتذاب هذا اللاعب الكبير، الذي أدى أداءً خيالياً في كأس العالم الأخيرة، وخصوصاً في مباراة الدور ربع النهائي أمام الأرجنتين حيث خطف الأضواء من ليونيل ميسي. لكن هذه الأمنيات تصطدم قبل كل شيء بتشبث النادي البافاري بلاعبه حيث لم تتوانَ إدارته مراراً وتكراراً عن إطلاق التصريحات التي تقول فيها إنها ستقاتل بأيّ الأثمان من أجل الحفاظ على «شفايني» الذي يبدو الآن رئة الفريق والنجم رقم واحد في بافاريا. لكن باستيان الذي وصل الى النجومية يدرك جيداً أن حصوله على جائزة أفضل لاعب في العالم يوماً ما لن يمر طبعاً إلا عبر بوابات هذه الفرق، هكذا أثبتت لنا السنوات القليلة الماضية، لذا لم يخفِ الشاب ذو الستة والعشرين عاماً في أحد تصريحاته أنه معجب بأجواء الكرة الإنكليزية، وأن شقيقه من محبي مانشستر يونايتد ودائماً ما يلحّ عليه لحسم خياراته والانتقال الى قلعة «الشياطين الحمر». ويقيناً، لو أقدم باستيان على هذه الخطوة فسيكون قد اتخذ القرار الصائب، إذ إن سبل النجاح تبدو ممهدة في مانشستر يونايتد أكثر من تشلسي وريال مدريد، حيث إن مركزه هناك يبدو جاهزاً مع اقتراب سكولز من الاعتزال، بينما في تشلسي سيقع في نفس المشكلة التي واجهها مواطنه بالاك وهي تفضيل جماهير «البلوز» الدائم للامبارد كرقم واحد في الفريق، فيما زحمة لاعبي الوسط في «سانتياغو برنابيو» قد تخلق نوعاً من المشاكل له.
وبطبيعة الحال، يبدو شفاينشتايغر أمام مفترق طرق، والأيام المقبلة ستكشف خياره الحاسم.


سارة صاحبة القرار الحاسم!

يرتبط باستيان شفاينشتايغر بعلاقة غرامية مع صديقته الحسناء سارة براندر، وغالباً ما تتصدر صور الثنائي أغلفة الصحف والمجلات الألمانية والأوروبية، لكن دور سارة لا يتوقف عند هذا الحدّ ولها رأيها المؤثر في وجهة «شفايني» المستقبلية، هكذا حدث قبل سنوات حين رفضت الانتقال الى تورينو عندما أراد يوفنتوس الإيطالي التعاقد مع «شفايني».