صحيح أن من المبكر جداً توقُّع ما سيكون عليه حال المنافسة في هذا الموسم الإنكليزي والحديث من الآن عن هوية البطل في بطولة عوّدتنا أنها لا تعرف التوقعات ولا تخلو من المستحيلات، وحتى إن النهايات فيها تختلف في كثير من الأحيان عن البدايات، إلا أنه في هذه المرة يبدو مانشستر سيتي مرشحاً فوق العادة أكثر من غيره ليستعيد زعامة الـ «بريميير ليغ»، ويذهب كذلك بعيداً في حلمه الأهم، دوري أبطال أوروبا، على غير تجاربه القارية في السنوات الأخيرة، وهذا ما أكده الفريق بسرعة قياسية بعد ثلاث جولات فقط من الموسم الجديد، بتقديمه الصورة الأكثر قوة وثباتاً بحيث يتصدر حالياً الترتيب العام بـ 9 نقاط من 9 ممكنة بفوزه خارج ملعبه على وست بروميتش ألبيون 3-0 وبعدها في ملعبه على تشلسي 3-0 وأخيراً خارجه على إفرتون 2-0.
هذا الإستنتاج ينطلق طبعاً من اعتبارات عدة، أولها من سوق الإنتقالات بحيث ضرب سيتي بهدوء ضربتين كبيرتين بتعاقده مع النجم رحيم سترلينغ من ليفربول والمدافع الأرجنتيني نيكولاس أوتاميندي من فالنسيا الإسباني، مضافاً إليهما الدولي الإنكليزي فابيان ديلف من أستون فيلا، بينما لا يزال يرتبط بضم النجم البلجيكي الموهوب كيفن دي بروين من صفوف فولسبورغ الألماني، وهي صفقة يبدو، دون مبالغة، أن الـ «سيتيزينس» لا يحتاج إليها.
فبالنسبة إلى سترلينغ، فإن سيتي كسب بالتعاقد معه أحد أبرز لاعبي الأجنحة وأسرعهم وأكثرهم مهارة في العالم، وهذا من شأنه طبعاً أن يمنح الفريق مفتاح لعب جديدا لا يشبهه إلا قلة في مواصفاته ومهماته، والأهم زيادة سرعة خط الهجوم مع وجود الإسباني خيسوس نافاس على الجهة اليمنى، ما أتاح كذلك لمواطنه المهاري ديفيد سيلفا الحضور خلف المهاجم الذي ليس إلا القناص الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، بينما بات الفرنسي سمير نصري إحتياطياً، وهذا ما يُعد إضافة كبيرة لقوة مقعد البدلاء المهم في موسم طويل وشاق، وهو ما أثبته الأخير في مباراة إفرتون بتسجيله هدفاً بعد مشاركته في الشوط الثاني.
أما بخصوص أوتاميندي، فلا جدال بأن هذا المدافع يعد من الأبرز حالياً في مركزه، ومجيئه سيجعل من خط دفاع سيتي الأقوى في «القارة العجوز» على الإطلاق مع وجود كوكبة من أبرز المدافعين هم: القائد البلجيكي فينسنت كومباني والصربي ألكسندر كولاروف والأرجنتينيين بابلو زاباليتا ومارتن ديميكيليس (قد يغادر الفريق) والفرنسيين إلياكيم مانغالا وباكاري سانيا وغايل كليشي، وفي ذلك أيضاً تعزيز لقوة هذا الخط في مقعد البدلاء.

قدّم سيتي سريعاً الصورة الأكثر قوّة وثباتاً

وبين الدفاع والهجوم فإنه لا اختلاف بأن سيتي يضم لاعبَي ارتكاز من الأقوى في العالم بوجود المخضرم سناً والشاب عطاء، العاجي يايا توريه، والبرازيلي فرناندينيو ومعهما في الإحتياط مواطن الأخير فرناندو، وبطبيعة الحال فإن مركز حراسة المرمى في مأمن بوجود جو هارت الذي اكتسب مزيداً من الخبرة والتجربة والصلابة وهذا ما عكسه بوضوح في الموسم الماضي.
كل هذا يقود إلى أن مانشستر سيتي يضم تشكيلة تحوي أهم النجوم في الملعب، وعلى مقعد الإحتياط، وهي تعد مزيجاً من الشباب والخبرة، فضلاً عن التناغم بين أفرادها الذين احتفظ الفريق بجلّهم منذ نحو ثلاث سنوات دون تبديلات جذرية كبيرة، وخلف كل هذا المشهد يقف المدرب التشيلياني مانويل بيلليغريني، الذي بات يمتلك تجربة مهمة سواء في ملاعب إنكلترا أو أوروبا.
كل هذا يقود إلى أن مانشستر سيتي كسب في هذا الموسم قوة إضافية على قوته، وما البداية إلا إثبات لذلك، وكيف مع زيادة إنسجام سترلينغ ومشاركة أوتاميندي؟ الجواب أننا سنكون حينها أمام فريق مخيف حقاً، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.