تمثيلية من النوع الرديء. هذا أقلّ ما يمكن به وصف «المسرحية» التي قدمتها لجنة حكام كرة القدم من خلال إقامة جلسة تقييم استثنائية يوم الجمعة، تأخر انطلاقها ما يقارب الساعة بانتظار وصول رئيس لجنة الحكام محمود الربعة. وبدا من البداية أن هناك شيئاً يُعدّ، خصوصاً مع «استنفار» بعض الأندية وحضور ممثلين عنها، رئيس نادي الإصلاح حسين عواضة، وأمين سر الصفاء وعضو اللجنة العليا للاتحاد اللبناني جهاد الشحف، وأمين سر نادي العهد محمد عاصي ومدرب الفريق محمود حمود. ويبدو أن الأندية بدأت تشعر بما يحصل ويحاك ضدها، وإن كان بطريقة غير مباشرة، فقررت الحضور ومتابعة ما يحصل كي لا تبقى الأمور «فالتة».
وعُرضت حالات الأسبوع العاشر من الدوري اللبناني لكرة القدم. وكان التركيز على مباراتين، الأولى بين الأنصار والإصلاح البرج الشمالي، وكانت حديث الأسبوع مع بطلها الحكم الرئيسي وارطان ماطوسيان، والثانية بين الراسينغ والمبرة التي شهدت اعتراضات عدة نتيجة إصابة قائد المبرّة اسماعيل فاضل من دون إيقاف المباراة التي كان حكمها الرئيسي أيضاً، وللصدفة، وارطان ماطوسيان.
في مباراة الأنصار والإصلاح، تبيّن وجود ركلة جزاء واضحة للأنصار في الشوط الأول لم يمنحها الحكم ماطوسيان، فيما جاء هدف الفوز للأنصار في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الإضافي، علماً أن الحكم أضاف خمس دقائق، لكن إصابة لاعب من المبرة دفعه إلى تمديد الوقت.
هذا ما عُرض وأعلن، لكن في الحقيقة، ظهرت مغالطات عدة في تحليل الحالات الذي أجراه المحلل نبيل عياد.
فصحيح أن الأنصار استحقّ الفوز في المباراة، وأن الحكم ظلمه في ركلة الجزاء الأولى، لكن الصحيح أيضاً أن ركلة الجزاء الثانية التي منحها ماطوسيان غير صحيحة، وهو ما حاول عياد التغطية عليه، من خلال اعتبار الصورة غير واضحة، إضافة الى عدم التجاوب مع بعض الحكام الذين رأوها غير صحيحة. كما أن عياد تجاهل تعليقات بعض الحكّام على رمية تماس حصلت قبل رمية ثانية خاطئة براية من الحكم المساعد أحمد قواص، علماً أن ماطوسيان هو من أوعز لقواص باحتسابها لمصلحة الأنصار عبر الإشارة اليه برأسه الى جهة الأنصار، قبل رفع راية قواص.
أما المهزلة الكبرى فكانت في احتساب الوقت والشرح الذي قدّمه عياد بمساعدة من الربعة عن الوقت الذي ضاع بعد سقوط اللاعب ضمن الوقت الإضافي. فطريقة احتساب الثواني كانت اشبه بتحليل لمباراة كرة سلة، ولا حكم كرة قدم في الدنيا يحتسب الوقت بهذه الطريقة وإلا لكان الوقت الاضافي في كل شوط نحو 17 دقيقة في المعدل العام.
هذا بعض ما حصل في الجلسة، فضلاً عن الخطب الإنشائية الدينية والحديث عن يوم الحساب (علماً أنه يشمل فترة سابقة مليئة بالأخطاء وليس الماضي القريب فقط) التي هي أبعد ما تكون عن واقع الحال، والتي أطلقت فقط بسبب وجود ممثلي الأندية، فيما ارتكبت سابقاً أخطاء كبيرة ودفعت أندية عدة الثمن، ومرّت مرور الكرام حتى من دون الحاجة الى حضور رئيس اللجنة الجلسة.