«طلبوا مني إعادة العلم لكنني رفضت، وأحرقناه. العلم الذي يُرفع في غير مكانه، يجب أن يُحرق»، يقول فتحو أحمد البرهو لـ«الأخبار». بات البرهو أشهر من النار التي أحرقت العلم الأميركي، عقب مقطع فيديو تداوله السوريون ــ ومعظم المتابعين للشأن السوري في العالم ــ على نطاق واسع، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
صور مأخوذة من مقطع الفيديو

كان البرهو، قد اندفع نحو رتل من الآليات الأميركية، في قرية بوير العاصي (الريف الجنوبي لمدينة القامشلي)، لينتزع مع سكان القرية ثلاثة أعلام، مرفوعة على الآليات. في المقطع، يوجّه الرجل حديثه إلى الجنود بانفعال، بلهجته المحلية: «شو عم تعملو هون؟ شو إلكن شغل هون؟».
يشرح فتحو أنّ حديثه «جاء عفوياً، ومعبراً عما في قلوب السوريين تجاه جيش يحتل أرضنا، ويريد أن يصول ويجول من دون اعتبار لأحد». يؤكد الأربعيني أنه شعر بالاستفزاز لدى مشاهدة الرتل، واندفع بشكل لا إرادي نحوه، ويضيف متنهّداً «تذكرت كل المآسي التي نعيشها بسبب الاحتلال الأميركي، وعقوباته التي تريد تركيع السوريين من خلال تجويعهم».
يقول فتحو، وهو سائق آلية نظافة في مجلس مدينة القامشلي، إن حديثاً دار بينه وبين الجنود، لكنه لم يفهم شيئاً لأنه لا يجيد الإنكليزية. ويضيف ضاحكاً: «يا رجل نحن ناس بسطاء، سولفناها مكشرة (مقشرة): ما لكم شغل عندنا. لا أحد (هنا) يريد أميركا، لأنها عنوان الدمار والخراب. يجب أن ترحل من بلادنا، ليعمّ السلام والاستقرار فيها».

لم يكمل البرهو تعليمه الذي توقف عند الصف التاسع (البروفيه)، ويقول إنه لا يتقن «لغة المثقفين والمحللين»، وكل ما يعرفه أن ما حصل في ريف القامشلي هو «رسالة إلى العالم بأن السوريين تعبوا من الحرب، ويريدون طرد كل محتل من أرضهم». يبدي الرجل تفاؤلاً بأن «هذه الأرض ستعود طاهرة مقدّسة، تحت حكم الدولة السورية»، ويضيف: «تعرف، لما صحت عليهم حسيتهم جبناء، ونقدر نهزمهم لما يكون صوتنا عالي».