يضحك عامر بمرارة لدى سؤاله عن رأيه في أوضاع مدينته الأم، دوما، اليوم. قبل خمس سنوات وصل الرجل إلى ألمانيا، وانضم إلى لائحة الأرقام السورية هناك. يقول الأربعيني لـ«الأخبار» إنّه قرر الرحيل عن البلاد بعدما تحوّل اسم دوما، على بطاقته الشخصية، إلى «تهمة». يروي قصصاً كثيرة عن مضايقات واستفزازات وإهانات تعرّض لها على حواجز العاصمة قبل رحيله. «لكن الأوضاع تغيرت اليوم، وعاد كثير من أهالي الغوطة إلى بيوتهم»، يقول. يجيبنا بحزم «وما زال كثير منهم مهجّراً عنها. يمكنني أن أعدد لك الآن أسماء عشرات العائلات المهددة بمخاطر أمنية كثيرة إذا ما فكرت أن تصل الحدود السورية. لم نفارق بلدنا طواعية، نحن مهجّرون ولم تزل أسباب تهجيرنا قائمة». يصمت لحظات ويضيف «كذلك، هناك الكثير ممن لا يودّون العودة ما لم تتغير المعطيات السياسية». يقول الرجل «في كل الأحوال، لا أظن أن نسبة من يفكر في العودة من الموجودين في أوروبا كبيرة، غالباً يختلف الأمر في تركيا والشمال السوري». نسأل عن رأيه في الأنباء التي ترجّح قيام بعض الدول الأوروبية بإعلان دمشق وريفها مناطق آمنة، وما قد يستتبع ذلك من إجراءات، فيقول «كل شيء وارد، نحن مجرد كومبارس في ألعاب السياسة القذرة».