«ثورة» في الحسكة: الانتصار للكرامة

  • 0
  • ض
  • ض
«ثورة» في الحسكة: الانتصار للكرامة

تنهمك ثورة الباشا السلمان، بتحميل مولد كهرباء صغير وبعض الحاجيات من أمام أحد محال «ساحة الساعة» وسط مدينة الحسكة. عمر ثورة 33 عاماً، وهي أولَ امرأة تقود شاحنة صغيرة، لتوصيل الطلبات في المحافظة. لم تستسلم أم عهد لواقع الحرب والظروف القاسية التي جعلتها فجأة المعيل الوحيد لأولادها وأولاد أخيها، بعد أن توفي زوجها وشقيقها، وقبلهما والداها. تقول الشابة لـ«الأخبار»: «عندما تواجهك ظروف الحياة الصعبة، ستبذل كل جهدك للتغلّب عليها وقهرها. هذا أفضل بكثير من أن ترمي بنفسك على الناس». ورغم أنها لا تستطيع التحكم إلا بقدم واحدة، نتيجة إصابتها بحادث سير، لا تكتفي السيّدة بنقل الأمتعة على متن آليتها الصغيرة ضمن الحسكة، بل تقضي الكثير من وقتها على طريق الحسكة ـــ دمشق (800 كيلومتر)، لنقل بضائع إلى العاصمة وبالعكس. تقول «بعد أن أصبحت معيلة لكوم من اللحم في المنزل، جميعهم من القاصرين، قررتُ بيع ألبسة على بسطة صغيرة». وتضيف «تعبت من التحميل والسير بالبضاعة مسافات طويلة، فقررت بيع بعض الممتلكات الصغيرة، واقتناء سيارة»، لتتحول تلك الآلية إلى مصدر رزق رئيس لها ولأسرتها. تبتسم ثورة عند السؤال عن تعاملها مع السيارة ومشاكلها، وتقول «المهنة جعلتني أتعلم كل ما يتعلق بعمل السيارة الميكانيكي والكهربائي. لا أجد صعوبة مطلقاً في تبديل دولاب، أو إجراء صيانة طارئة». تقرّ أم عهد بتعاطف أفراد المجتمع معها، إذ يحرص كثير منهم على اختيارها لنقل البضائع، ويقوم بالمساعدة في التحميل، وذلك رغم نظرة الاستغراب التي تقرأها في عيون معظم من يشاهدونها وهي تقود آليتها. تبدي السيدة ثقة عالية بالنفس، وتؤكد أنها تشعر بالفخر لأنها تنتصر لكرامتها، وبـ«متعة الكسب من دون الحاجة إلى أحد، لتربية أطفال أيتام».

0 تعليق

التعليقات