علي ونسي: جسد طفل وأوجاع رجل

  • 0
  • ض
  • ض
علي ونسي: جسد طفل وأوجاع رجل

من على سريره الثابت، كما جسده، تلمحه أثناء مرورك في أحد طوابق «مشفى تشرين الجامعي» في اللاذقية. يرمقك بابتسامته التي تُخفي وراءها الكثير، فيدفعك فضولك إلى الدخول. يستقبل علي ونسي الأشخاص كما لو أنه يعرفهم منذ زمن طويل. الطفل ذو العشرة أعوام عانى منذ ولادته، من «بجس مثانة/ bladder exstrophy»، مترافقةً مع «إحليل فوقي»، إضافةً إلى «تدلي المستقيم». يقول «أنا من سلحب (حماة) بس إجيت لهون لأتعالج، وما بعرف أشرحلك شبني (ما بي)». كان ينبغي لعليّ أن يخضع لعملٍ جراحيّ منذ اليوم الثاني لولادته، لكنَّ والده رفض علاجه، واختار أن يبقيه عشرة أعوام في هذا الوضع الصحي، بين الأزقة والشوارع، ليجمع له المال. «كان ياخد المصاري ويروح يشرب عرق، وأنا أقعد بالشارع أنطر العالم يطعموني»، يقول الطفل. تروي عزّة شحود، والدة علي، حكاية ابنها: «منذ ولادة علي رفض زوجي علاجه، وأصرّ على فكرة أنّه سيموت. بعد مشاكل كثيرة بيننا، بسبب تصرفاته غير الأخلاقية، قمنا بإجراءات الطلاق وبقي علي برفقته». وتقول: «لسنوات طويلة لم يسمح لي برؤية علي. وبعد تدخل كثير من وجهاء القرية، سمح لي بإحضاره إلى اللاذقية لإجراء العملية اللازمة له». وتضيف «في كل هذا الوقت (ما يُقارب شهرين ونصف شهر) لم يطمئن عليه، ولا حتى بمكالمة هاتفية، وكأنَّ وظيفة الطفل انتهت بالنسبة إليه». نظرة واحدة إلى علي ستكون كفيلةٌ بجعلك تُنهي الحديث. الطفل الذي بدأ البكاء وهو ينصت إلى والدته، يُخفي وجهه تارةً، يمسح دموعه أخرى، ويتأمل الوجوه أحياناً أخرى. يُحاول تغيير الشق المؤذي، فيطلب ألعاباً للهاتف المحمول بابتسامة مُفتعلة، قبل أن ينطق «ما بقى رح جبلو مصاري، لهيك ما سأل عني».

0 تعليق

التعليقات