من الصفر... إلى واجهة «سوق التنك» في الحسكة

  • 0
  • ض
  • ض
من الصفر... إلى واجهة «سوق التنك» في الحسكة

«الإرادةُ هي ما حافظَ على رزقي». بهذا يلخّص أبو عبدو أسباب نهوضه بعمله مجدّداً، بعد أن خسر كلّ شيء. ورغم أنّه لم يتعرّف إلى «سوق السمكريّة» وسط مدينة الحسكة إلا قبل سنوات معدودة، فقد أفلح أبو عبدو الحلبي في انتزاع لقب «شيخ كار سوق التنك». حاز الرجل هذه المكانة بفضل براعته، وإتقانه المهنة بحرفيّة عالية نقلها من أسواق حلب، التي نزح منها في بواكير الحرب التي تعيشها البلاد. يقول أبو عبدو لـ«الأخبار» إن ظروف الحرب الصعبة أجبرته على ترك مدينته، بعد أن خسر رزقه، إثر خروج منطقة عمله عن سيطرة الحكومة السورية. قصد أبو عبدو مدينة الحسكة التي بقيت آمنة نسبياً، قياساً بغيرها من المدن، وبدأ من «الصفر». ورغم أن عمله في حلب كان قائماً على الآلات الحديثة في أحد المصانع المهمّة، فقد دشّن أبو عبدو عملاً جديداً في الحسكة، يعتمد على الصناعة اليدويّة. وبرع الرجل في إنتاج قطع معدنية وخزانات، تشبه ما كان ينتجه المعمل في حلب. يرى أبو عبدو أن ما حصل في عمله «هو تماماً ما أريد للبلد، أن نعود عصوراً إلى الوراء. لكن إرادتي حافظت على رزقي، كما حفظت إرادة السوريين البلادَ من السقوط». يؤكد أبو عبدو أنّه سيرجع إلى حلب عندما تسنح الفرصة، وسيعاود عمله وراء الآلات، ويسهم في بعث الحياة في الصناعة الحلبيّة العريقة.

0 تعليق

التعليقات