عبد الباسط vs الحُصري

  • 0
  • ض
  • ض

العاشرة من صباح يوم جمعة حلبي «تقليدي». من شرفة نصف مهدّمة ينادي الحاج أحمد اثنين من معارفه القدامى المارّين مصادفة من أحد شوارع حي «المعادي»، ويدعوهم للصعود إليه. لا يتردّد الشابّان في تلبية نداء الرجل السبعيني المُقعد. بعد العناق والقبلات، يضغط الحاج زرّ آلة التسجيل الموضوعة على طاولة أمامه ليوقف شريط الكاسيت المسجّل عن الدوران، فيسكن صوت عبد الباسط عبد الصّمد. يضحك أحد الشابين ويسأل: «لسة ما غيرت هالعادة حجي؟»، ويجيب الحاج: «وما رح غيرها لحتى موت، أو أوصل لنتيجة». يضحك الاثنان، ثم يشرح الشاب لصديقه خلفيّات الحديث. منذ عشرة أعوام ماتت زوجة الحاج أحمد، فاستبدل عادة الاستماع إلى أغاني الطرب بالإصغاء إلى ترتيل القرآن. وخلال أقل من سنة صار السبعيني من كبار المعجبين باثنين من المرتّلين: عبد الباسط عبد الصمد، ومحمود خليل الحصري. يُمسك الحاج أحمد زمام الحديث، ويستفيض في شرح محاسن كلٍّ منهما، وقدرته على التنقّل بين المقامات الموسيقيّة وبين القرار والجواب، وغير ذلك. يقول: «صرلي تسع سنين بسمع يوم عبد الباسط ويوم الحصري، على أمل أقدر أحدد مين بحب أكتر»، ويضيف: «بكرة دور الحصري».

0 تعليق

التعليقات