أبو طلال بائع الكتب... وعاشقها

  • 0
  • ض
  • ض
أبو طلال بائع الكتب... وعاشقها

لن تجد على بسطة أبو طلال كتاباً طُبع حديثاً. جميع النسخ هنا قديمة ومستعملة، لكن معظمها من «النسخ النظيفة». لا يتعامل أبو طلال مع الطبعات التجاريّة. يقول «هنا نبيع كلّ ما هو أصلي ولا يقدّر بثمن. أنا أنتقي كتبي لأنني بذلك أنتقي زبائني». يحكي بشغف عن العلاقة بينه وبين الكتب التي يبيعها «تُخلق بيني وبين كل كتاب قصة تعلّق كبيرة، بيع الكتاب يشبه قلع الضرس من مكانه». يحمل الرجل الستيني شهادة إتمام المرحلة الابتدائية، لكنّه يؤكد أنّه يقرأ جميع الكتب الموجودة على البسطة، وأنه قرأ المئات من قبلها. «هذا شغف وليس مجرد عمل أعيش من خلاله، أرباح بيع الكتب هزيلة جداً، لكنني أبيع الكتب كي أشتري وأقرأ كتباً جديدة». لا يُفضّل الرجل الكشف عن اسمه الحقيقي، يقول «بس أبو طلال، بيكفي». يتحدث عن تبدّلات تصيب الذائقة العامّة عادةً «كل عشرة إلى خمسة عشر عاماً تتشكّل ذائقة جديدة للقرّاء، وأنا أبني علاقتي مع زبائني من خلال الكتب التي أنتقيها وأنتقل معهم بشكل تدريجي. هناك فوارق بين القارئ المستهلك والقارئ المواظب على القراءة». لن تخطئه عين من يبحث عن كتب نادرة، ستجده جالساً أو واقفاً يقرأ قرب بسطته، تحت «جسر الرئيس» وسط دمشق. يحاول أن يعزل نفسه وكتبه عن صراخ الباعة من حوله وهم ينادون «أي قطعة بـ100 ليرة».

0 تعليق

التعليقات