رقم البرقية: 08BEIRUT669التاريخ: 12 أيار 2008 21:34
الموضوع: لبنان: جعجع يزورنا مجدّداً
مصنّف من: القائمة بالأعمال ميشيل سيسون

ملخص
1. قال قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، خلال زيارة مسائية قام بها للسفارة يوم 12 أيار يرافقه وزير السياحة جوزيف سركيس، إن أداء رئيس الوزراء فؤاد السنيورة «ممتاز». قال إن على زعيميْ 14 آذار سعد الحريري ووليد جنبلاط التوقف عن الضغط على السنيورة ليعقد اجتماعاً لمجلس الوزراء بهدف البحث في سحب قراريه الخلافيين بنقل رئيس أمن المطار وإعلان عدم قانونية شبكة اتصالات حزب الله. (...)

2. يعتقد جعجع أن باستطاعة وفد جامعة الدول العربية بقيادة قطرية أن يكون مفيداً للغاية، إذا وصل إلى بيروت يوم 14 أيار ليقترح برنامجاً حقيقياً، بدلاً من أن يكون في وضعية المستمع. في النهاية، إن استراتيجية طويلة الأمد لقهر حزب الله ضرورية، أعلن جعجع. أخبرنا أنه يعمل مع مدير قوى الأمن الداخلي، اللواء ريفي (حليف سعد الحريري)، على شراء الذخائر للميليشيا التابعة له ولمقاتلي الحزب التقدمي الاشتراكي التابع لجنبلاط. نهاية الملخص.


أداء السنيورة «ممتاز»

3. عرّج قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ووزير السياحة، العضو المخلص في القوات اللبنانية جوزيف سركيس، على السفارة، عند الساعة السادسة من بعد ظهر 12 أيار، ليقدّما تقريراً للقائمة بالأعمال ولمساعد نائب رئيس البعثة، والملحق العسكري، وأحد الدبوماسيين السياسيين العاملين في السفارة، في يومه المخصّص لاجتماعات مع الشخصيات السياسية الأساسية. أعلن جعجع في البداية أنه زار رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة سابقاً في ذلك اليوم، عند الخامسة من بعد الظهر، و»أداء السنيورة ممتاز»، ما نرى أنه تحسّن عن اليوم السابق. شرح جعجع أن رئيس الحكومة معزول عن العالم الخارجي منذ أن تحصّن، لأسباب أمنية، في السرايا الكبيرة.


مجلس الوزراء يبحث سحب قراريه

4. قال جعجع إنه زار رئيس الحكومة لإقناعه بدعوة المجلس للانعقاد بهدف مناقشة سحب القرارين اللذين أصدرهما في 5 أيار والمتعلقين بنقل رئيس جهاز أمن المطار وبإعلان عدم قانونية شبكة اتصالات حزب الله. رفض السنيورة طلبه وقال له إن الحكومة لا تستطيع سحب قراريها من دون ضمانة جدية بأن تنسحب المعارضة من الشوارع ومن طريق المطار. قال جعجع إن السنيورة كان يهدّد بالاستقالة تحديداً بسبب معارضته للتراجع عن قراري الحكومة. علاوة على ذلك، قال جعجع إننا، كـ14 آذار، تعرّضنا للإذلال بما فيه الكفاية حتى الآن.
5. وإذ استخلص أن السنيورة لن يتزحزح، أشار جعجع إلى أن علينا الإلحاح على زعيمَيْ 14 آذار، سعد الحريري ووليد جنبلاط، أن يتوقفا عن الضغط على السنيورة. «رئيس الحكومة لن يقدّم شيئاً مجاناً»، أعلن جعجع الذي يشاطر رئيس الحكومة رأيه. (ملاحظة: عدّد لنا جنبلاط، مباشرة قبل لقائنا بجعجع، زعماء 14 آذار المتحمسين حالياً لكي تتراجع الحكومة عن قراريها. نهاية الملاحظة).
6. أخبرنا جعجع أنه سيدعم سحب القرارين إذا كان ذلك سيعني حلّ المسألة. (ملاحظة: على نحو غير مفاجئ، قال الوزير سركيس إنه إذا التأم مجلس الوزراء، فسيصوّت ضد التراجع عن القرارين. اثنان من أعضاء المجلس كانا خارج البلاد خلال الأيام القليلة السابقة، مانعين المجلس من تحقيق النصاب، لكن وزير الخارجية بالوكالة، طارق متري، عاد اليوم، في 12 أيار، فيما لا تزال خطط وزير المهجرين نعمة طعمة غير معروفة. نهاية الملاحظة).
7. اتصل جعجع عند الساعة الحادية عشرة إلا ثلثاً من مساء اليوم ليبلغ أن سعد كان يعتمد عليه للتأثير على الوزراء التابعين له (الوزير سركيس) للموافقة على أن تتراجع الحكومة عن قراريها. قال جعجع إنه سيتابع العمل على غطاس خوري، كبير مستشاري سعد. كذلك أشار إلى أن سعد سيعقد قريباً مؤتمراً صحافياً.


استخدام القرارين موضوعاً للمساومة

8. تساءل جعجع عما يمكن أن يأتي به وفد الجامعة العربية برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، حين يحلّ في بيروت كما هو متوقع في 14 أيار. «ماذا سيعرضون؟» تساءل، مقترحاً أن تستخدم 14 آذار إمكان سحب قراري الحكومة موضوعاً للمساومة في المحادثات التي ترعاها الجامعة العربية أو في الحوار الوطني.
9. اقترح الوزير سركيس أن تعمل 14 آذار على عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل صدور قراري الحكومة الخلافيين يوم 5 أيار. أوصى بأن «تقايض» 14 آذار سحب قراريها في مقابل انسحاب المعارضة من الشارع وفتح طريق المطار. لفت جعجع إلى أنه يعتقد أن حزب الله غير راضٍ عما آلت إليه الأمور، وأنه يشعر بأنه مجبر على التصرف. لا أحد تمكّن من معرفة ما إذا كانت المعارضة مستعدة للمشاركة في حوار وطني في غياب سحب الحكومة لقراريها.
المطلوب استراتيجية طويلة الأمد لقهر حزب الله
10. لفت جعجع إلى أن الوضع الحالي ليس رهيباً، إلا أن 14 آذار تحتاج إلى شيء ذي معنى لـ»كبح حزب الله». اقترح أنه «يمكننا تحويل الهزيمة إلى انتصار». قال للقائمة بالأعمال إن التركيز يجب أن يتحول نحو نظرة ذات مدىً أبعد حول كيفية هزيمة حزب الله.
11. على انفراد، تابع جعجع طلباته السابقة للحصول على ذخائر لمقاتليه في القوات اللبنانية، كما أعلم القائمة بالأعمال أنه كان قد قابل المدير لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، سابقاً خلال هذا اليوم. أبلغ جعجع أنه يعمل مع ريفي على شراء الذخائر بسعر السوق من بلدان أخرى له ولوليد جنبلاط. (تعليق: زرنا ريفي عند الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم، 12 أيار، ثم عدنا وقابلناه بعد الظهر في منزل صديقه سعد. يبدو أن جعجع ماضٍ في استعداداته لتسليح مقاتليه. انتهى التعليق).

تعليق

12. اتصل بنا جعجع طالباً أن نحثّ سعد وجنبلاط على تخفيف ضغطهما على السنيورة كي يقبل بتراجع الحكومة عن قراريها. وفيما بدا السنيورة حازماً في دعمه لقراري الحكومة، لدرجة أنه يفضل الاستقالة على التنازل عن هذه القضية، من المثير الإشارة إلى أن عدة محاورين أعلمونا أن السنيورة دخل إلى اجتماع مجلس الوزراء يوم 5 أيار وهو يعتقد أن على رئيس جهاز أمن المطار وفيق شقير الخضوع للتحقيق قبل اتخاذ قرار بالنقل. بتفكيره الاستراتيجي المعتاد، بدا جعجع غير مكترث بما إذا كان مجلس الوزراء سيسحب قراريه أم لا، وبدا أكثر اهتماماً بتجاوز «قضية اليوم» حتى يجري تناول المشاكل الأكبر (حزب الله).
12. ننصت إلى سعد الحريري وجعجع حين يقولان إنهما لا يريدان لوفد الجامعة العربية أن يكون بـ»صيغة المستمع» خلال زيارته. نوافق على أن الوفد سيكون أكثر إفادة إذا ما أحضر برنامجاً جدياً إلى الطاولة. لقد بدأ جعجع والسنيورة يفكران معاً بتلك الخطوط من خلال اقتراحهما مناقشة قرارَيْ الحكومة في حوار وطني. حتى تكون هذه الزيارة مفيدة، نقترح أن يرسم الوفد برنامجاً حاسماً قبل وصوله. انتهى التعليق.
سيسون