بدأ الضباب الذي يلُفّ الانتخابات البلدية في بيروت بالتلاشي، وأخذت رؤية تيار المستقبل تتضح تدريجاً، بعد أن اتبع الرئيس سعد الحريري طوال الفترة الماضية أسلوب الصمت. وفيما كان البعض لا يزال يُشكّك في إمكان حصول هذا الاستحقاق بسبب تباطؤ الأحزاب والتيارات في الكشف عن أسماء مرشحيها وقوائم تحالفاتها في المدينة، تبيّن أمس أن الحريري المتهم برغبته في تأجيل الانتخابات افتتح عمل ماكينته الانتخابية في بيروت من خلال حسم اسم مرشحه لرئاسة البلدية، تاركاً انتقاء أسماء الأعضاء إلى مرحلة لاحقة. وعلمت «الأخبار» أن الحريري استدعى أمس جمال عيتاني، الذي شغل منصب رئيس مجلس الإنماء والإعمار بين العامين 2002 و2004، ويشغل حالياً منصب المدير العام لشركة سوليدير، وأبلغه قرار دعم تيار المستقبل ترشيحه لرئاسة البلدية خلفاً لبلال حمد. وقالت مصادر المستقبل لـ «الأخبار» إن «الحريري تحدث إلى عيتاني في عدد من الملفات المتعلقة بالبلدية، وقراره تبني وجوه جديدة تكون عين التيار في المجلس البلدي». وبحسب المصادر، أكّد «الحريري أمام عيتاني أنه لم يحسم بعد خياره بشأن الأعضاء الذين ينوي التيار الإعلان عنهم في ما، بعد لأنه لا يزال في مرحلة غربلة الأسماء». ولفتت إلى أن «عيتاني يحظى بثقة الرئيس الحريري، رغم أنه بعيد كل البعد عن الشارع البيروتي، وغير فاعل شعبياً». وعزت هذا الاختيار الى انتماء عيتاني إلى إحدى أكبر العائلات البيروتية التي يحتاجها الحريري في أي استحقاق، وبالتالي إن «تعيين» أحد أبنائها لرئاسة البلدية سيكون له وقع مهم وتأثير كبير في ما بعد. وأكدت المصادر أن أحداً لا يعرف سبب تفضيل جمال عيتاني على مسؤول المستقبل في بيروت بشير عيتاني، علماً بأن حظوظ الأخير كانت مرتفعة.أما عن الأعضاء، فتقول المصادر إن الحريري يتأنى في تحديدها لأسباب عدّة، أولها «عدم فتح مهل الترشيح»، وثانيها «انتظار نضج الاتصالات للتوافق على لائحة ائتلافية تضم جميع الأحزاب والتيارات الممثلة في بيروت». أما السبب الثالث والأهم، فهو «قطع الطريق على العائلات والشخصيات المستقبلية التي تقف في طابور الترشيحات، ومنعها من إثارة المشاكل، إذ إن المقاعد قليلة والمرشحين كُثر».
وترأس الحريري أمس، مؤتمر إنماء بيروت في منزله في وادي أبو جميل، مع أن فندق الريفييرا كان مكاناً معتمداً لعقده طوال السنوات الماضية. وحضر المؤتمر حشد من الفاعليات النقابية والاجتماعية والثقافية وأعضاء من المجلس البلدي الحالي. وفي خلال الجلسة لمّح الحريري إلى عدم نيته ترشيح أي من الأسماء الحالية لعضوية المجلس. وأشارت مصادر اللقاء إلى أن بعض الحضور أثار أمام الحريري المسألة المُتعلقة بقضية الصلاحيات التنفيذية المعطاة للمحافظ بدلاً من رئيس البلدية، مطالبين بالتعاطي مع بلدية بيروت أسوة بباقي البلديات في لبنان.