أعلنت قيادة الجيش أن التفجيرين قرب السفارة الايرانية نفذهما انتحاريان، كان في حوزة أحدهما عبوة زنتها 5 كيلوغرامات من المواد المتفجرة، فيما كان الثاني يقود سيارة تحمل عبوة ناسفة زنتها نحو 50 كيلوغراماً. وقالت مصادر أمنية لـ«الأخبار» إن المحققين تمكنوا من تحديد سجلات السيارة، وهي رباعية الدفع (ماركة شفروليه)، وتم تحديد آخر شخص كانت مسجلة باسمه، وتبين أنه باعها لشخص آخر من منطقة الشمال. وتبيّن أن الأخير كان قد أبلغ قوى الامن الداخلي بأن رجلاً يعرفه استأجر السيارة منه، ولم يرجعها له. وثبت وجود محضر رسمي في ادعاء صاحب السيارة الأخير. ويجري البحث عن تفاصيل إضافية حول مستأجر السيارة، علماً بأن معلومات أمنية تحدّثت عن أن آخر مكان سبق أن رُصِدت فيه السيارة قبل تفجيرها كان عند الحدود اللبنانية ـــ السورية في البقاع. وأكدت المصادر الأمنية أن لا أسبقيات أمنية للثلاثة ولم يثبت وجود أي صلة لهم بجماعات إرهابية. وكانت مديرية التوجيه قد أصدرت ثلاثة بيانات عن التفجيرين، جاء فيها أنه «بعد كشف الخبراء العسكريين المختصين على موقع الانفجارين، تبين أن الانفجار الأول ناجم عن إقدام انتحاري يقود دراجة نارية على تفجير نفسه، والانفجار الثاني ناجم عن إقدام انتحاري آخر يقود سيارة جيب رباعية الدفع على تفجير نفسه أيضاً. وتستمر الشرطة العسكرية في التحقيق لكشف كامل ملابسات الحادثين».
وفي آخر بيان أصدرته، أوضحت القيادة «ان الانفجار الاول ناجم عن عبوة ناسفة زنة 5 كلغ، والانفجار الثاني ناجم عن عبوة ناسفة زنة 50 كلغ من المواد المتفجرة، كما ان السيارة التي تم تفخيخها هي من نوع جيب «بليزر» جردوني اللون». وأشارت إلى «استمرار التحقيقات لتحديد هوية الانتحاريين، ومصدر الدراجة والسيارة المستخدمتين في العمليتين الارهابيتين».
وعاين مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر يرافقه مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة القاضي فادي عقيقي مكان الانفجارين، واجرى كشفا ميدانيا. وكلف مديرية الاستخبارات في الجيش والشرطة العسكرية والأدلة الجنائية إجراء التحقيقات الأولية ومسح الاضرار وكشف ملابسات الانفجارين. كذلك، تفقد النائب العام التمييزي بالانابة القاضي سمير حمود المكان، وكلف مديرية الاستخبارات والشرطة العسكرية والاجهزة الامنية اجراء التحقيقات الاولية وجمع الادلة باشراف القاضي صقر. ودعا حمود كلا من صقر والضباط الذين يحققون في الانفجارين الى اجتماع يعقد قبل ظهر اليوم في مكتبه، للاطلاع على سير التحقيقات، واعطاء التوجيهات في هذا الشأن.



يا قاضي...


لدى وصول مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر إلى موقع التفجيرين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية أمس، صرخ مواطنٌ يقطن في الطبقة الثانية من أحد المباني المجاورة للسفارة منادياً: «يا مدّعي عام... يا قاضي...». عندها التفت صقر والحاضرون باتجاه المنادي، فأضاف قائلاً: «مبسوط هيك.. هيدا كلّو من ورا السنيورة ووراك وورا السعودية.. يا قاضي هول دمّن برقبتك وبرقبة الحريري».