منذ عام 1994 لا تخلف لجنة «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» الدولية موعد أيلول لإحياء ذكرى شهداء المجزرة. 41 سنة مرّت على ليالي السكاكين في صبرا وشاتيلا التي أنارت طريقها قنابل العدو الإسرائيلي، وفتحت دباباته الطرقات أمام القتلة الذين عاثوا على مدى ثلاثة أيام فساداً وقتلاً لم يوفّر حتى الجنين في بطن أمه.
اختتمت لجنة «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» فعاليات إحياء الذكرى 41 للمجزرة. منذ الإثنين الماضي جال أعضاء الوفد الدولي على مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان بدءاً من مخيم شاتيلا، إلى برج البراجنة وصولاً إلى ضريح شهداء المجزرة. وخلال الزيارة، تفقد الوفد عدداً من المعالم الشاهدة على تراث وأعمال المقاومة في لبنان كمعتقل الخيام ومتحف مليتا وبعلبك.
كما زاروا المعرض التوثيقي التضامني الذي أطلقته «مؤسسة عامل الدولية» العام الماضي بالشراكة مع «جمعية بيت أطفال الصمود» في مبنى «عامل لتنمية القدرات البشرية». وشهدت قاعة المعرض حوارات حول سبل تعزيز التضامن الإنساني العالمي مع القضية الفلسطينية كـ«أعدل قضية إنسانية»، وكيفية حشد التأييد لها في أوروبا وباقي دول العالم. كما نوقشت الخطط الواجب تنفيذها من أجل تحويل المعرض إلى متحف يوثق المجزرة، وتستخدم مواده كمتحف متنقل، تجول محتوياته على مدن إيطالية وعواصم غربية، علماً أن المعرض يضم بقايا ممتلكات مادية لشهداء المجزرة، وأرشيف صور من جريدة «السفير»، وأعمالاً فنية تمثل مشاهد من المجزرة، إضافةً إلى مجموعة من المنتجات التراثية الفلسطينية.
وأكد رئيس مؤسسة عامل كامل مهنا، في كلمة له في افتتاح المعرض، أن «القضية الفلسطينية هي معيار لمدى التزامنا بالعمل الإنساني وبقضايا الشعوب المحقة، والنضال الإنساني في مواجهة المشروع الصهيوني هو انتصار للعدالة في مقابل القوة، وانتصار للكرامة الإنسانية في مواجهة كل أشكال الاستعمار والاستعباد».
وأكد ممثل لجنة «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» أن «اللجنة ستستمر في دفاعها عن القضية الفلسطينية، وهي ستعمل بالشراكة مع عامل وبيت أطفال الصمود من أجل حشد ما أمكن من الرأي العام العالمي، خصوصاً في أوروبا للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني».
وتحدّث رئيس مؤسسة أطفال الصمود قاسم عينا عن «ضرورة تحويل ذكرى المجزرة إلى قوة تضامنية عالمية، يتم من خلالها دعم صمود الفلسطينيين وإيصال صوتهم إلى كل المنابر والمحافل الدولية، فالمشاعر وحدها لا تكفي لتحرير فلسطين وإحقاق العدل».
وكان أعضاء الوفد الدولي قد زاروا ضريح مؤسس جريدة «السفير» الراحل طلال سلمان.
«كي لا ننسى صبرا وشاتيلا»: لتخليد معالم الجريمة

(مروان بو حيدر)