لم تنته عاصفة المُطالبة بإقالة رئيس جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة فيصل سنو بعد قضية إزالة اسم «خديجة الكبرى» عن إحدى مدارس الجمعية. إذ يتدارس نحو 30 محامياً تجميع وكالة جماعيّة للانضمام إلى المحامي أحمد مرعي، بوكالته عن الشيخ محمد الحبّال الذي ادّعى على «المقاصد» ممثلةً برئيسها، «لإبطال انتخابات مجلس أمناء المقاصد التي أُجريت في 27 آذار 2022 وتعيين إدارة انتقاليّة لإعادة إجراء انتخابات مؤتلفة مع القانون والنظام الداخلي للجمعيّة».واستند مرعي في الاستحضار الذي قُدّم إلى المحكمة الابتدائية المدنيّة في بيروت إلى أنّه مع تولي سنو رئاسة الجمعيّة، «بدأت ترتسم تساؤلات واعتراضات عند ثلّة من أعضاء الجمعيّة حول تغيّر مسارها واتجاهاتها التي أخذت تبتعد عن غايتها وتنزلق شيئاً فشيئاً عن أهدافها من خلال محاولات رئيسها التلاعب بعدد الأعضاء المنتسبين، سواء بشطب البعض منهم، أو بقبول أعضاء جُدد خلافاً للنظام الداخلي، وصولاً إلى تغيير الجدول الناخب في مرحلة أولى على أن تتولى الهيئة العامّة بعد ذلك تعديل نظام الجمعيّة. ولذلك جرى تنسيب 42 عضواً في الجمعيّة من دون قرار من أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس الأُمناء، ومن دون عرض أسماء الأعضاء الجُدد على مجلس الأُمناء للاستحصال على موافقتهم عملاً بالنظام الداخلي. وإزاء هذا التلاعب، سجّل بعض أعضاء مجلس الأمناء اعتراضهم وتحفّظهم على هذه الإجراءات بعدما ترامى إلى مسامعهم صدفةً أنّ سنو أرسل إلى وزارة الداخلية والبلديات قائمة بأسماء أعضاء الهيئة العامّة للجمعية للعام 2022 من دون اطلاعهم عليها، كي لا تُفتضح عمليّة إدخال الأعضاء الجُدد، فجاءهم الجواب أن الرؤساء السابقين كانوا يقومون بالفعل نفسه. فيما تبيّن بالتدقيق بأسماء المُضافين حديثاً أن عدداً منهم لا يستوفي شروط العضوية، إضافة إلى تنسيب أعضاء من خارج بيروت، في مخالفة واضحة للمادة الرابعة من النظام الداخلي». وإلى هذه المخالفة، تبيّن، بحسب الاستحضار، أن سنو قام بـ«تنسيب أعضاء من بين موظفي الجمعية ومؤسساتها ويتقاضون بدلات ماليّة منها خلافاً لنص المادة الثامنة من النظام الداخلي للجمعية، كما تضمّنت اللائحة التي قدّمها سنو إلى الوزارة أسماء أعضاء وافتهم المنيّة قبل عام 2021، لذلك اعتبر المدّعي أن عملية انتخاب مجلس أمناء الجمعية والأعمال التحضيريّة التي سبقتها «مشوبة بعيوب جوهريّة تستوجب بطلانها».


مقاطعة دار الفتوى لإفطار الجمعية
قاطع علماء دار الفتوى، على رأسهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الإفطار الذي دعا إليه رئيس «جمعية المقاصد الإسلامية» فيصل سنّو قبل يومين، احتجاجاً على إزالة اسم «خديجة الكبرى» عن إحدى مدارس الجمعية. فيما نجح عضو مجلس أمناء «المقاصد» بسام برغوت في إقناع مفتي طرابلس والشمال السابق الشيخ مالك الشعار، الذي تربطه به علاقة جيدة، بحضور الإفطار ليكون أبرز وجه ديني بين الحضور ويؤمّ الصلاة بهم، علماً أنّ علاقة الشعار بدريان سيئة.
وبعد اعتذار عدد من المدعوين عن عدم تلبية الدعوة، حاول سنو الحشد للإفطار بالعاملين في «المقاصد» ولا سيّما بعض رجال الدين. مع ذلك، خلا الإفطار من الوجوه الدينيّة والسياسية البارزة وخصوصاً من بيروت، باستثناء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس أبيض، والنواب: وضاح الصادق ومحمّد خواجة وفيصل الصايغ، فيما كان لافتاً غياب نائب رئيس «المقاصد» عماد عيتاني الذي يتردّد أنّ خلافاً وقع بينه وبين سنو على خلفية «مدرسة خديجة الكبرى».