تمخّضت جهود حزب الكتائب لِتَلِدَ «أمانة سرّ». عدا ذلك لا شيء مهماً في لقاء النواب «المستقلين» و«التغييريين» و«السياديين» الذي انعقد في مجلس النواب أمس. بدا المجتمعون أعجز من الاتفاق على إنتاج «بلوك» نيابي قادر على تعطيل جلسات التشريع، أو مواجهة تسوية من النوع الذي قد يأتي بسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. الاجتماع الذي سُحِبَ من تحت عباءة الصيفي ليتظلّل بقبة البرلمان، لم يتفق المشاركون فيه على اسم مرشح للرئاسة، ولا على عدم التصويت لفرنجية، مرشح حزب الله غير المسمى.ضمّ اللقاء 19 نائباً يمثلون 32 نائباً مستقلاً و«تغييرياً» ومنضوياً في كتل «الكتائب» و«تجدّد» و«مشروع وطن» و«الائتلاف النيابي المستقل»، علماً أن الدعوة وُجهت إلى 44 نائباً. هؤلاء توافقوا، بحسب معلومات «الأخبار»، على تشكيل ما يشبه أمانة سرّ للتنسيق في ما بينهم على الملفات المطروحة، وفي مقدمتها الاستحقاق الرئاسي، تتألف من النواب وضاح الصادق، سليم الصايغ، بلال الحشيمي، أديب عبد المسيح وغسان سكاف. أتى اللقاء بدعوة موجّهة من حزب الكتائب، في مسعى منه لتوسيع «لقاء الصيفي» الذي شارك فيه 27 نائباً مطلع الشهر الجاري. لم يصب «الكتائب» هدفه، ما خلا خروقات صغيرة، بنائب هنا ونائب هناك فارتفع العدد إلى 32 فقط. معظمهم عارضوا الالتقاء على طاولة بيت الكتائب، فكان مجلس النواب مساحة ساوت بين الجميع، وحرمت «الكتائب» من الظهور قائداً للفريق المعارض الأكبر.
أعاد المجتمعون تأكيد ما خلص إليه الاجتماع السابق، لجهة «إعطاء الأولوية المطلقة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية». وتحذير خجول من «خطورة الغوص في جلسات تشريعية تكون عاملاً في تكريس الشغور الرئاسي»، من دون أن يكون السقف عالياً في حسم رفض انعقاد المجلس للتشريع في ظل تحوله هيئة ناخبة. مرد ذلك، تجنّب الكتائب ألغاماً من شأنها تفجير اللقاء، إذ إن الشخصيات والقوى المسيحية لن تقبل بالتطبيع مع فكرة انتقال صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الحكومة، والسماح بالتعامل مع مجلس النواب كهيئة تشريعية لا ناخبة في ظل شغور سدة الرئاسة. فيما لن يستسيغ الجو السني الممثل بثقل في اللقاء اعتبار الحكومة فاقدة لمبرر وجودها الدستوري، وشل عمل الرئاسة الثالثة. هذا كله يقضي على إمكانية أن يعطّل «لقاء الثلاثاء» جلسات التشريع متى دعا إليها الرئيس نبيه بري.
رئاسياً تؤكد مصادر متابعة أن «لا توافق على اسم ميشال معوّض».
بعض النواب السنة في لقاء الثلاثاء لا يعارضون التصويت لسليمان فرنجية

كما أن نواب الشمال (السنة) المشاركين في اللقاء، لا يعارضون التصويت لفرنجية في حال تذليل العقبات التي تعترض طريقه إلى قصر بعبدا.
بالتوازي، يشهد خط الصيفي - معراب، راهناً، التقاء تحت «المظلة المسيحية» الكبرى، تقول مصادر متابعة إنه «يتمحور حول التعامل مع مجلس النواب كهيئة ناخبة. لعدم إطالة شغور المركز المسيحي الأول في بعبدا». من دون تحميله أكثر من ذلك، عكس ما روّج في الأيام الماضية. إذ إن حذر الحزبين من بعضهما البعض هو الطاغي على العلاقة.
هو اللعب إذاً في الوقت الضائع. ما يطرح السؤال حول أهمية «لقاء» كهذا، عاجز عن إفقاد جلسات التشريع نصابها في حال غيّرت «القوات اللبنانية» موقفها الحاسم الرافض لتشريع الضرورة. وليس لاعباً أساسياً يقلب الموازين في الملف الرئاسي. بخلاف طموحات «الكتائب». لكنّه بالمقابل، وفق مصادر «الأخبار» يبعث بإشارات إلى حزب الله وفريقه، للقول بأن «الفريق المعارض ينظّم صفوفه، ويسعى للتأثير في مجريات الأحداث، ولن يقف مكتوف الأيدي متفرجاً». وأمانة السر «رسالة ببداية عمل أكبر وأفعل».