لعب برنار كوشنير، الشريك المؤسس لمنظمة «أطباء بلا حدود» الفرنسية، دوراً بارزاً في السياسة والمجتمع الفرنسيين، وقام بدمج الأهداف السياسية الدولية لسياسة أوروبا الخارجية تحت مظلّة «الإنسانية».في الواقع، فإن كوشنير مهندس «التدخل الإنساني»، وهو نموذج «أخلاقي» استخدم لتدخل الناتو في البوسنة في التسعينيات، وشارك فيه بصفته ممثلاً أعلى للأمم المتحدة في كوسوفو. عمل كوشنير في كوسوفو من 1997 إلى 2001، إلى جانب الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون وزعيم حزب العمال البريطاني طوني بلير وممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت، وقاموا بتفكيك القوات المدنية اليوغوسلافية وتحويلها إلى قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
ومن خلال إيجاد «دافع أخلاقي» لدعم السياسة الخارجية الغربية، أدى كوشنير دوراً فعّالاً في خلق شرعية خطابية جديدة تدعم تدخل القوى الإمبريالية في محيط كان يجب إخضاعه للنفوذ الغربي. من الناحية الأيديولوجية، قام بتحريف السياسة الدولية بحيث لم تركّز على العالم الثالث كمجال للتحرّر ضد الاستعمار، بل كهدف يخضع لوصاية العالم الأول ويجب «إنقاذه» سياسياً وإنسانياً على حد سواء.
بحلول الثمانينيات، كانت منظمة «أطباء بلا حدود» تتعاون مع «الصندوق الوطني للديموقراطية» (NED) في أماكن مثل أفغانستان، وفي عام 1984 تأسّست منظمة «حرية بلا حدود» الفكرية (بالفرنسية: Liberte Sans Frontiers) التي روجت للسياسة الأطلسية في كل أنحاء العالم.
على غرار نظيره دانييل كوهين بنديت، شارك كوشنير في الموجة اليسارية للإضرابات الطلابية أواخر عام 1968 في فرنسا، بعد عامين من انضمامه إلى الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي بقي عضواً فيه حتى عام 2007.
عام 1968، عمل طبيباً مع الصليب الأحمر الدولي في نيجيريا، في وقت كان الفرنسيون يرسلون سراً شحنات أسلحة إلى بيافرا. بعد ذلك بثلاث سنوات، شارك كوشنير في تأسيس منظمة «أطباء بلا حدود»، ما مكّنه من الصعود في صفوف الحزب الاشتراكي الفرنسي.
من أبرز إنجازاته المبكرة قيادة عملية «سكان القوارب» الفيتناميين وعملية إجلاء 2500 فيتنامي جنوبي بعد سقوط سايغون عام 1975. وعندما رفضت الحكومة الماليزية السماح برسو من تم إجلاؤهم على متن قارب «هاي هونغ» عام 1978، تدخلت منظمة «أطباء بلا حدود» لتعمل كقوة غير حكومية على تعزيز خطاب التدخل الليبرالي وحثّ القادة على «القيام بشيء ما» في مناطق النزاع الحساسة جيوسياسياً.
بين الأعوام 1997 و2002 شغل كوشنير منصب وزير الصحة الفرنسي على فترتين. وفي 2015، بعد عام على الانقلاب المدعوم من الولايات المتحدة في أوكرانيا، تم اختياره لتقديم المشورة لوكالة تحديث أوكرانيا (بالإنكليزية: Agency for the Modernisation of Ukraine ) بشأن قضايا الرعاية الصحية.