بعدما فرض «النادي العلماني» نفسه رقماً صعباً في المعادلة الانتخابية في الجامعة الأميركية في بيروت منذ 2017، وخياراً أول للطلاب في 2020، تراجع حضوره في الحكومة الطالبية هذا العام، إذ فاز بخمسة مقاعد فقط من 9 نالها العام الماضي. فيما أحرزت حملة «التغيير يبدأ من الجامعة» المستقلة التي تأسست بعد حراك 17 تشرين تقدماً بفوزها بـ13 مقعداً بدلاً من 6 مقاعد العام الماضي. ورغم أن معظم الأحزاب أعلنت مقاطعتها الانتحابات ترشيحاً واقتراعاً، جرى التداول بأن أحد المقاعد ذهب إلى مرشح مقرّب من حزب الله في كلية التمريض والثاني إلى مرشح محسوب على الحزب السوري القومي الاجتماعي في كلية الصحة.هذا التوزيع للمقاعد الـ20 للحكومة الطالبية أتى وسط انكفاء الأحزاب عن الساحة الانتخابية الجامعية، وعدم مشاركتها العلنية ترشيحاً واقتراعاً، وإن كان بعضها دعم من تحت الطاولة بعض المرشحين المنفردين المقرّبين من هذا الحزب أو ذاك. وبررت الأحزاب الانسحاب من المعركة بالاعتراض على نظام الاقتراع الإلكتروني الذي «يسهّل عمليّات الضغط على الناخبين نظراً إلى عدم الحضور إلى الجامعة والاقتراع من وراء العازل».
خاض «النادي العلماني» الانتخابات تحت شعار «المعركة مستمرة» في الحرم الجامعي وخارجه ضد زيادة الأقساط بنسبة 160 في المئة، و«ضد الذكورية والهوموفوبيا». وتحدثت مصادره عن «تهديدات وضغوط تعرض لها الناخبون على يد مجموعات حزبية ومستقلة». ومع أن «النادي» لم يتحالف العام الماضي مع حملة «التغيير يبدأ من الجامعة»، إلا أن مسؤوليه أكدوا يومها أنه سيكون هناك تنسيق كامل معها في المرحلة المقبلة، «لكون الهواجس مشتركة ولا سيما لجهة تعزيز دور الطلاب في التغيير الاجتماعي والسياسي داخل حرم الجامعة وخارجها والمشاركة في صنع القرار الطالبي». إلا أن التنسيق بين المجموعتين لم يحصل في الانتخابات الأخيرة. وبررت مصادر «النادي» ذلك بأن «أجواء البلد مختلفة عن السنة السابقة بعدما فقدت ثورة 17 تشرين وهجها».
التعبئة التربوية: خطابات سياسية تتخطى حقوق الطلاب


أما «الحملة» التي تخوض الانتخابات للمرة الثانية فقد عرضت، بحسب مصادرها، التحالف مع «النادي»، إلا أن الأخير «كانت له حساباته الانتخابية الخاصة، وإن كنا نلتقي في المبدأ حول نقاط مشتركة في ما يخص القضايا الطالبية».
مصادر التعبئة التربوية في حزب الله نفت أي مشاركة في المعركة ترشيحاً واقتراعاً ولم تشجع طلابها على تسجيل أسمائهم للاقتراع، ليس اعتراضاً على النظام الانتخابي فحسب، إنما أيضاً على «أخذ الاستحقاق إلى منحى سياسي ورفع خطابات سياسية تتخطى حقوق الطلاب، منها التخوين والحلف الإيراني والقرار 1559، الأمر الذي من شأنه توتير الأجواء وسط الاحتقان الموجود أصلاً».
وفي المشهد الانتخابي، لم يحضر الطلاب إلى الحرم الجامعي كما في السابق حين كانوا يصوّتون إلكترونياً ولكن من كلياتهم، فلا حملات انتخابية ولا شعارات ولا لافتات ولا ألوان حزبية. أما الاقتراع فتمّ بإرسال رسالة نصيّة إلى الطالب الناخب مع «كود» لضمان أنه هو المقترع، على أن يقترع من أي مكان يريد.