أطلق تيارا المردة والمستقبل، السّباق في انتخابات نقابة المحامين في طرابلس والشمال، المقرّرة في 21 تشرين الثاني المقبل، لانتخاب 4 أعضاء جدد، 2 مسلمين و2 مسيحيين، من بينهم منصب النقيب. وأعلن الحزبان عن تحالفهما ودعمهما مرشّحة المردة، ماري تيريز القوّال، لمنصب النقيب، وكلّ من مروان ضاهر ومحمود هرموش ومنير الحسيني، المقرّبين من التيار الأزرق، للعضوية، في حفل عشاء أقامه قطاع الحقوقيين في تيار المستقبل أول من أمس.

هذا التحالف النقابي الذي أُعلن عنه رسمياً قبل نحو شهر ونصف تقريباً من موعد الإنتخابات، في أم النقابات الشمالية التي تأسست عام 1921، يسبق كشف بقية القوى والأحزاب والتيارات السياسية الأخرى عن مواقفها، باستثناء القوّات اللبنانية التي رشّحت جوزيف عبدو لمنصب النقيب. وفي غضون ذلك، يبحث المرشحون الثلاثة الآخرين لمنصب النقيب، طوني خوري وبطرس فضّول وجورج جلّاد، عن تأمين دعم لهم في انتخابات لاختيار نقيب جديد، سيكون مسيحياً هذه المرّة، وفق عُرف يقضي بمداورة المنصب بين المسلمين والمسيحين، ليكون خلفاً للنقيب الحالي محمد المراد، المحسوب على تيار المستقبل.

ولا يقتصر البحث عن دعم في الاستحقاق الإنتخابي المقبل على المرشحين لمنصب النقيب فحسب، فالمرشحون الآخرون لمنصب العضوية، الذين وجدوا أنفسهم خارج تحالف تيار المردة مع المستقبل، بعد إغلاقهما اللائحة أمام بقية المرشحين، سيبحثون عن دعم قوى سياسية ونقابية أخرى لهم، من سمعان اسكندر، المرشح عن المقعد المسيحي في مواجهة مرشح المستقبل مروان ضاهر، إلى زاهر العلي (تيار العزم)، وهاني المرعبي (مقرّب من الوزير السابق أشرف ريفي)، وعبد السلام الخير، وسهير درباس وغسان مرعي (مقرّب من الحزب السوري القومي الاجتماعي)، وهم المرشحون عن المقعد المسلم في مواجهة ثنائي المستقبل، المرشحيْن هرموش والحسيني.

غير أن بعض الأحزاب والتيارات والقوى السياسية الأخرى، وإن لم تحسم موقفها بعد، فإنها لن تدعم تحالف المردة-المستقبل، ولا مرشح القوّات اللبنانية، بسبب خصومات سياسية بينهم بالدرجة الأولى، على رأسها التيار الوطني الحرّ وحركة الإستقلال. وفي هذا السياق، تشير معطيات إلى الأخيران قد يتوجهان، مبدئياً، وبلا تنسيق مسبق بينهما، لدعم بطرس فضّول في منصب النقيب، وسمعان اسكندر في منصب العضوية.

غير أن ملامح الإنتخابات النقابية المقبلة في عاصمة الشمال، وحسمها نظرياً، لن تُكشَف بشكل واضح قبل معرفة توجّهات ومواقف قوى ذات وزن داخل نقابة محامي طرابلس. وهو انتظار قد يدوم إلى ما قبل ساعات من فتح صناديق الإقتراع، لأسباب عدة. وعلى رأس هذه القوى، تيار العزم، وتيّار الكرامة، والحزب السّوري القومي الإجتماعي والإسلاميين، من غير إسقاط دور المكاتب الإنتخابية الكبرى والنقباء السابقين، الذين لم يعلن أغلبهم عن موقفه بعد، بالإضافة إلى المحامين المستقلّين داخل النقابة، الذين لعبوا في السابق دوراً بارزاً في حسم نتائج أكثر من استحقاق إنتخابي.