بعد مرور عام كامل على قيام الحزب الشيوعي اللبناني بوضع نصب لتكريم الشهيد سهيل حمورة في ساحة النبطية، تحرك المعارضون مجدداً في محاولة لإزالته بعد فشلهم في منع وضعه.
منذ الأحد الماضي، بدأ عدد من الأشخاص بالدعوة للتوقيع على عريضة تطالب بإزالة نصب الشهيد الشيوعي القائم في زاوية من زوايا ساحة البيدر بمحاذاة أملاك الوقف. ويبرر المطالبون بالإزالة بأن النصب الحجري «لم يحُز ترخيصاً من بلدية النبطية». لكن الترخيص ليس السبب الحقيقي بالنظر إلى مئات الصور واليافطات المرفوعة في مختلف أرجاء المدينة لشهداء وسياسيين وحزبيين ورجال دين. أصل التحرك الاحتجاجي يعود إلى الخلاف على دور حمورة في انتفاضة عاشوراء التي وقعت في العاشر من محرم في 16 تشرين الأول عام 1983 وخلّفت مواجهة شرسة بين المشاركين في مراسم عاشوراء وقوات الاحتلال الإسرائيلي آنذاك.

تختلف الروايات حول حقيقة استشهاد حمورة خلال تلك المواجهة. وفي هذا الإطار، نفى إمام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق والفعاليات والنوادي التي تدور في فلكه مشاركة أي حزب في المواجهة الشعبية، سواء الشيوعي أو غيره، رافضين «قيام الشيوعي بنسب نصر عاشوراء النبطية له».

المعترضون كانوا قد تقدموا قبل نحو شهر بشكوى في مخفر النبطية ضد الشيوعيين لإقامتهم النصب من دون ترخيص. لكن صادق لم يشارك بشكل علني في التحرك الاحتجاجي الأخير. علماً بأن البعض «يأخذ على صادق نفسه بأنه لم يكن حينها إماماً للمدينة. حتى إنه كان خارج البلاد في الأساس». فيما كان صادق العام الماضي وقبيل رفع النصب، قد جمع عدداً من الفعاليات للتوقيع على عريضة مماثلة. وكان النصب قد حصل حينذاك على موافقة شفهية لرفعه من رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل.

إزاء الحركة الاعتراضية، أصدرت منطقة النبطية في الحزب الشيوعي بياناً، اليوم، حذّرت فيه محاولة تزوير التاريخ، لافتةً إلى أن حمورة «بطل انتفاضة النبطية الشهيرة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ليس مقطوعاً من شجرة، وليس شهيداً تائهاً ينتظر التبنّي وليس شخصاً عاديّاً توفاه الله على سرير النوم، إنه بطلٌ ومقاومٌ، أبوه الحزب الشيوعي اللبناني وأمه جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ولا يستطيع أحدٌ أن يمسّ ذكراه وتاريخه بزورٍ أو ببهتان، فكيف بكم اليوم تحاولون قلع صخرة بطولاته ونصبه التذكاري من أرضه ومدينته النبطية التي سقط شهيداً في ساحتها؟».

وحمّل «الشيوعي» الجهات الرسمية في النبطية والقوى الأمنية والسياسية المسؤولية عن تداعيات هذا الخلاف «الذي سعينا ولا نزال نسعى لعدم تفاقمه. فلماذا هذه الاستنسابية عند الجهات الرسمية والقوى السياسية؟ لماذا نصب الشهيد حمورة يُرفض وتُقام لإزالته عريضة وتوقيعات وغيره من الصور والنصب تبقى في مكانها لا بل تُحمى من قبل هذه الجهات؟».

وكانت المواجهة التي وقعت قبل ٣٨ عاماً أثناء مرور دورية معادية بين جموع المشاركين في يوم عاشوراء في باحة الحسينية. حمورة ابن ميس الجبل «كان واحداً من مجموعة مقاومين نفذوا عملية عسكرية مركبة لصالح جبهة المقاومة ضد دورية للعدو. خبأوا الأسلحة والقنابل داخل الجبانة المقابلة لساحة البيدر، قبل أن ينقضّوا على آليات العدو في مواجهة اختلطت فيها المواجهة العسكرية والمدنية» وفق رواية الشيوعيين.