استجاب المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار لطلب النيابة العامة التمييزية كتابة تقرير يشرح فيه تفاصيل تلقيه «تهديداً» من مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا.

القاضي البيطار كتب في تقريره تفاصيل ما حصل، كاشفاً أنّ الإعلامية لارا الهاشم نقلت عن لسان صفا طلبه منها إبلاغه باستياء حزب الله وارتيابه من أدائه في ملف التحقيق، وأنهم في صدد إزاحته إذا تطلّب الأمر في نهاية المطاف. وختم البيطار كتابه بـ«السري والشخصي» وأرسله إلى مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات الذي اطلع على مضمونه أمس. وكشفت المصادر أنّ البيطار لم يشأ الادعاء على صفا لكونه لا يُريد خصومة مع أحد، على أن يتحرك الحق العام في هذا الملف لمحاسبة صفا. وعلمت «الأخبار» أنّ عويدات اجتمع برئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود وخلُصا إلى قرار الاستماع إلى إفادة الهاشم في هذا الشأن.
«الأخبار» اتصلت بالزميلة الهاشم التي اعتذرت عن عدم الإجابة لكونها اتخذت قراراً بعدم التصريح، مؤكدة أنه لم يتم استدعاؤها بعد وأنّ «الأمر متروك للقضاء وفي عهدة القضاة».
وبالعودة إلى التفاصيل، كان صفا قد زار قصر العدل في بيروت للقاء كل من مدعي عام التمييز ورئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود والمحامي العام التمييزي غسان خوري ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة فادي عقيقي للتداول في شأن مسائل عدة، من بينها ملف «نيترات البقاع» و«الأخوين الصقر»، وجرى التطرق إلى مسألة ارتياب الحزب من أداء القاضي بيطار وما وُصف بـ«الاستنسابية» في الاستدعاءات والادعاءات. وإثر الاجتماع صادف صفا لدى خروجه الهاشم التي كانت تنتظر مقابلة القاضي خوري. وعندما سألت صفا عن سبب زيارته، أجابها بأنّ لا علاقة لملف المرفأ بالزيارة وأخبرها عن ارتيابهم من أداء البيطار، طالباً منها أن تنقل إليه ما أبلغها به.
وتجدر الإشارة إلى أنّ التحقيق سيتطرق إلى مضمون ما حمّله صفا للهاشم، وهل نُقل حرفياً، لا سيما أنه لم يصدر بعد أي تعليق عن صفا. وهذا ما سيحسمه التحقيق الذي يُفترض استكماله بالاستماع إلى كل من الهاشم وصفا، إذا كانت هناك نية لمعرفة ما قيل بالفعل. كذلك سيُصار إلى الاستماع لشهود كانوا موجودين أثناء الحديث بين صفا والهاشم، علماً أن مصادر مطلعة تقول إن صفا التقى بالهاشم على باب غرفة الاجتماعات ولم يتمكن الحاضرون في الجلسة من سماع ما أخبرها به.