عندما أوقف الأمن العام اللبناني، في مطار بيروت، مساعدة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ماريان الحويك، في أيار الفائت، بهدف تفتيشها ومصادرة أجهزة إلكترونية ووثائق كانت في حوزتها، لم ينم الرئيس سعد الحريري ليلاً. أجرى اتصالات احتجاجية، قبل أن يأتيه الجواب: ثمّة استنابة قضائية من النيابة العامة التمييزية تطلب تفتيشها ومصادرة «أدلّة» تحملها، قبل السماح لها بدخول الأراضي اللبنانية. لم يكن قلب الحريري على الحويك، بل على رئيسها، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، منقذ مصرف الحريري من الإفلاس قبل سنوات، والرجل الذي تتدخّل الولايات المتحدة الأميركية لحمايته كلّما فكّر سياسيّ ــــ مجرّد تفكير ــــ بإطاحته. لبنان ليس بلد العجائب.