قرابة الثامنة من صباح أمس، تعقّب مسلّحون الشاب علاء خضر إبراهيم، أثناء تنقّله مع أخيه على دراجة نارية، في برج البراجنة، قرب جامع العرب. وعندما تأكد أن هؤلاء يترصّدونه طلباً للثأر من جريمة لم يرتكبها، لجأ سريعاً إلى أول مبنى وجده (المبنى حيث صيدلية ياسين في برج البراجنة) وصعد طوابقه الستة سعياً للأمان، لكن الجناة وصلوا إليه وأردوه ولاذوا بالفرار. ساعات قليلة بعد الجريمة، انتشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لشاب يعلن أخذ الثأر لدم المتوفى حسين عباس زعيتر أمام قبره، ويطلق النار ابتهاجاً بالمناسبة. وكان زعيتر قد قضى رصاصاً منذ حوالى عام.ما القضية وما علاقة علاء بما حصل؟
وفق رواية الأهالي، مساء 30 آذار 2020، كان علاء يسهر عند بيت عمه، حينما رنّ هاتفه وقيل له إن هناك «مشكلاً» وإن أفراداً يعتدون على والدته ضرباً. وصل علاء وكان الإشكال في أوجه بين قريبه العسكري في الجيش اللبناني من آل ح. (متزوج بابنة عمته) وشبّان من آل زعيتر، على خلفية أحقية ركن سيارة. استعر الاشتباك وأُطلق الرصاص على حسين زعيتر وتوفي على إثره مباشرة. عقب الحادثة، سلّم المشتبه فيه نفسه وهو موقوف لدى الأجهزة الأمنية منذ سنة.
بعد الحادثة تركت عائلة المشتبه فيه وعائلة علاء إبراهيم منزليهما. وقبل نحو 6 أشهر، يروي بعض الأهالي «تعرض والد علاء للضرب، والسبب فيديوات من الواقعة تظهر علاء مشتبكاً مع حسين زعيتر». تدخلت أحزاب المنطقة ومخابرات الجيش في «صلحة» العائلتين واتفقوا جميعاً على أن القاتل وحده يتحمل المسؤولية. كان شرط آل زعيتر يومها أن يُسلّم علاء إلى الدولة، وبالفعل هذا ما حدث، وخرج من التحقيقات بريئاً.
ما ورد أعلاه يتقاطع مع ما أفاد به نائب رئيس بلدية برج البراجنة زهير جلول «الأخبار»، إذ أشار إلى أن لا علاقة لعلاء ابراهيم بمقتل حسين زعيتر، وقد خرج من التحقيقات لأن لا جرم عليه، فيما المتهم الأساسي موقوف. وحمّل جلول مسؤولية التفلت الأمني والارتكابات الجرمية المتكررة في الضاحية إلى الدولة التي لا تقوم بواجباتها في أكثر من ملف، حيث يستخدم السلاح لحل أتفه المسائل. وأشار إلى أن «لا أحد يمنع الدولة من أن تمارس واجباتها بضبط أمن المواطنين».
وقد صدر بيان عن بلدية برج البراجنة يستنكر «قيام مسلحين بتنفيذ عملية إعدام إجرامية مدبّرة بحق الشرطي في بلدية برج البراجنة علاء إبراهيم، وذلك على خلفية مشكلة حصلت بتاريخ ٣٠ آذار ٢٠٢٠ أدت إلى وفاة المواطن حسين زعيتر، بالرغم من توقيف القاتل في حينه، إلا أن يد الإجرام استمرت باللعب بدم الأبرياء». وطالب البيان «الأجهزة الأمنية بالعمل بجد لتوقيف الفاعلين، ووزير الداخلية العميد محمد فهمي بمتابعة هذه القضية، والوصول إلى القتلة وتحقيق العدالة». ومتابعةً لجريمة القتل، أوقفت القوى الأمنية أمس المدعو م .ط. المشتبه في تعقّب المغدور لمصلحة آل زعيتر قبل وقوع الجريمة، كما داهمت منزل ع. ز. والد المشتبه فيهما في جريمة القتل، من دون العثور عليهما.
وتقام وقفة احتجاجية عند الساعة العاشرة من صباح اليوم، أمام بلدية برج البراجنة، استنكاراً للجريمة المروّعة وحزناً على «علاء الآدمي الذي لا يؤذي نملة». علاء كان قد التحق بشرطة بلدية برج البراجنة عام 2012 شرطياً مؤقتاً، «ومنذ ذلك الحين، كان مثالاً للأخلاقية المهنيّة والإنسانيّة»، بحسب ما يقول زملاؤه في العمل.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا