بين الأزمة المعيشية وأزمة «كورونا»، «ضربت» الصفيري (اليرقان) قرى وبلدات في غرب بعلبك. إصابات عدة بالمرض المعدي سُجّلت منذ أيام في قرى طاريا وشمسطار وكفردبش وكفردان والنبي رشادة واليمونة وفي مخيمات النازحين السوريين في النبي رشادة - حدث بعلبك والسعيدة. وفيما نُقل بعض الحالات إلى المستشفيات، آثر آخرون تلقّي العلاج في المنازل خشية التعرض لعدوى «كورونا».مسؤول الترصّد الوبائي في محافظة بعلبك الهرمل الدكتور جهاد رزق أكّد رصد «ثلاث إصابات فقط» نُقلت إلى مستشفيات دار الأمل الجامعي والريان والهيئة الصحية الإسلامية في شمسطار. وأوضح لـ«الأخبار» أن المستشفيات والمراكز الصحية وأطباء المحافظة «ملزمون بإبلاغ الترصد الوبائي عن أي ملامح لأمراض خاصة بغية التحرك بسرعة لمنع التفشي المجتمعي». لكنه أشار إلى أنه «قد يكون هناك تقصير في إبلاغنا بسبب انشغال القطاع الصحي والاستشفائي بجائحة كورونا». وأكد أن فرقاً من الترصد الوبائي ستجول على قرى المنطقة للوقوف على مدى تفشي المرض، مشيراً إلى أن إقفال المدارس يُعتبر عاملاً مساعداً في لجم انتشاره.
اختصاصية الجهاز الهضمي والكبد الدكتورة أماني يزبك، من جهتها، أكّدت لـ«الأخبار» أنها تشرف على علاج خمس حالات في مستشفى دار الأمل الجامعي منذ أسبوع. ولفتت إلى أن الصفيري عبارة عن جرثومة تصيب الجهاز الهضمي والكبد، وهو من الأمراض المعدية، ينتقل باللمس والأكل واستعمال الأدوات نفسها التي يستعملها المصاب. واعتبرت أن «السبب الرئيس» لهذه الموجة التي تأتي «في غير موسمها» هو المياه الملوثة. ولفتت إلى أن الإصابات تتوزّع في عدد من القرى «ما يجعلنا نستبعد فرضية التسمّم ضمن البيت الواحد أو البلدة الواحدة. وعليه، فإن المياه الملوّثة على الأغلب وراء التفشّي الحالي». علماً أن المنطقة تشهد إصابات بالمرض منذ سنوات. ويعزو مختصون ذلك إلى مشكلة تلوث مياه سد اليمونة (يغذي عدداً كبيراً من القرى تضم 200 ألف نسمة) بالمياه الآسنة بسبب توقف الأشغال في مشروع مدّ شبكة الصرف الصحي لبلدة اليمونة وعدم تشغيل محطة التكرير في البلدة.