اعتدى مرافقون للمدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء عماد عثمان، على الزميل المصوّر في «الأخبار» مروان بو حيدر قبل أيام في منطقة رأس النبع. وأثناء مروره على متن دراجته النارية المرخّصة، حصل خلافٌ بينه وبين سائق سيارة مدنية يجلس إلى جانبه راكب. بادر سائق السيارة الزميل بو حيدر بشتيمة صارخاً فيه بالقول: «هِشّ»، فردّ عليه بالطريقة نفسها. عندها طارداه واعترضا بسيارتهما طريقه ليترجّلا منها، وهما بلباس مدني. طلب أحدهما هويته، فسأله الزميل بو حيدر عمّن يكون ليُعطيه هُويّته، فردّ المجهول بعصبية: «شعبة المعلومات». عندها طلب الزميل البطاقة العسكرية للتأكد، فصرخ أحدهما في وجهه ليُهاجمه الآخر ويُقيِّد يديه، ثم انهالا عليه بالشتم والإهانات قبل أن يجرّه أحدهما بطريقة عنيفة إلى السيارة من نوع هوندا Crv ليضعه على مقعدها الخلفي. وفي تلك الأثناء، أجرى أحدهما اتصالاً لتصل سيارة ثانية يستقلها شخصان أيضاً. لم يكن أحدٌ من هؤلاء الأربعة يرتدي سترة عليها أي إشارة تُبيِّن هوية المجهولين الأربعة. وعلمت «الأخبار» أنهم ينتمون إلى فريق الحماية الخاص بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. والأنكى من ذلك، أنّ أيّاً منهم لم يكن يعرف الطريق المؤدية إلى فصيلة البسطة، فاستعانوا بالزميل «المخطوف» ليُرشدهم إلى مقر الفصيلة. وهناك تعرّض الزميل بو حيدر لمزيد من الإهانات حيث سطّرت بحقه محاضر ضبط بعدة مخالفات، أحدها غير صحيح يتعلّق بعدم ارتداء خوذة نُسِبَت كذباً لأبو حيدر. ويمكن لغرفة التحكم المروري العودة إلى كاميرات المراقبة للتأكد. حتى إنه لما استفسر الزميل من رتيب التحقيق عن سبب تحرير محضر بمخالفة خوذة، بينما كان يرتديها أثناء توقيفه، ردّ الرتيب بأن هذا ما طلبه منه عنصر المعلومات ولا يمكنه أن يخالفه خوفاً من تسطير عقوبة بحقه. كذلك لم يسمح له بإجراء أي اتصال أثناء تقييده ولا أثناء وجوده في المخفر. ورغم أن الزميل بو حيدر أبلغهم أن حقه القانوني يُتيح له إجراء اتصال بذويه أو بوكيله القانوني، لم يستجب أحد من الأمنيين له، وسخروا منه.
سطّرت بحقّه محاضر ضبط بعدّة مخالفات، أحدها غير صحيح يتعلّق بعدم ارتداء خوذة

المسألة لم تنته هنا. إذ إنّ الزميل بو حيدر عندما عاد في اليوم التالي لتسلّم دراجته، لم يُسلّم الدراجة رغم أنه كان قد دفع محاضر الضبط التي حُررت بحقه. وقد جرت المماطلة لتسليمه دراجته النارية مدة يومين. وفي كلّ مرة، كان يحضر لتسلّمها، كان رتيب التحقيق يُخبره بأن الضابط غير موجود. استمرت هذه الحال إلى أن اتصل الزميل بو حيدر بأحد معارف آمر الفصيلة للتوسّط معه للتدخّل لتسليمه دراجته النارية المحتجزة من دون وجه حق. وبالفعل، نجحت الوساطة فبل أن يتبيّن أن محرّك الدراجة احترق من دون أن تُعرف الأسباب.