كذلك ادعى السمسار الموقوف أنّ القاضي حصل على هدية تتراوح قيمتها بين سبعة وعشرة ملايين ليرة مقابل مساعدة ضابط وشخص موقوفَين بجرائم مخدرات لمصلحة محكمة التمييز العسكرية، وأنّ المحامي د. م. أهداه بندقية من نوع mp5 بعدما ساعده القاضي في ملف يخصّه. وزعم أنّ القاضي قبض مبلغ 50 ألف دولار من رجل أعمال معروف لمساعدته في ملف يخص ابنته في دائرة التحقيق في بعبدا.
لم تتوقف مزاعم السمسار بحق جرمانوس. فقد ذكر أنّ «صديقه» القاضي أخبره في صيف 2018 أنّه يسعى لتسلّم رئاسة مجلس شورى الدولة، طالباً منه عدم الحضور إلى المحكمة العسكرية لعدم لفت الأنظار، إنما مقابلته في منزله.
أما في ما يتعلّق بقضية المقدم سوزان الحاج، فروى السمسار جوزيف للمحققين أنّ القاضي جرمانوس أخبره أنّ وزير العدل السابق سليم جريصاتي طلب من القاضي رياض أبو غيدا إخلاء سبيل المقدم الحاج وطلب منه تصديق قرار أبو غيدا، كاشفاً أنّ جرمانوس لم يكن مقتنعاً. كما ادعى السمسار بأنّ القاضي جرمانوس قبض مبلغ 50 ألف دولار من نائب عن دائرة المتن (سلّمه إياه جوزيف بيده) لقاء مساعدته فتاة كانت موقوفة في جريمة قتل. وذكر أنّه خلال فترة الانتخابات النيابية، نقل من منزل مرشح متني ظرفاً بداخله مبلغ من المال وسلّمه للقاضي. وتحدث عن زيارات متكررة لكل من إيلي ر، ورئيس إحدى البلديات البقاعية إلى المحكمة العسكرية لزيارة القاضي جرمانوس حاملين هدايا له.
زعم سمسار أنه نقل مبلغاً من المال من نائب إلى جرمانوس لقاء مساعدة فتاة موقوفة في جريمة قتل
لم يقتصر الأمر على قبض المبالغ المالية وقبول الهدايا. فقد أبلغ السمسار الموقوف المحققين بأنّ جرمانوس كلّفه بالبحث عن صاحب أرض فيها رمول أو صخور بغية تنظيم ترخيص قانوني له للحصول على المال. وذكر أنّه جرّاء توقيف السمسارين إيلي وخالد ب.، اتّصل به جرمانوس طالباً منه الحضور إلى منزله وأبدى استياءه مما قامت به قوى الأمن، مشيراً إلى أنّ القاضي طلب منه أن يُبلغ مديرية قوى الأمن أنّه لم يتوسّع بالتحقيق في ملف المطار بغية عدم توقيف العقيد بلال الحجّار حفاظاً على سمعة المديرية. كذلك تحدّث السمسار عن وجود علاقة وطيدة بين القاضي وأحد التجّار الذي يملك يختاً يمضي عليه جرمانوس أغلب أيام الصيف في المارينا والزيتونة باي، حيث يتم تكريمه وتُرسل له الهدايا.
جوزيف لم يكن السمسار الوحيد الذي ربطته علاقة متينة بجرمانوس. فقد تعرّف الأخير إلى السمسار سالم ع. عام 2018 أثناء عودتهما من موناكو. أعقب هذا التعارف زيارة من سالم لجرمانوس في منزله، حيث أهداه ليرة ذهبية. وذكر السمسار أمام المحققين أنّ جرمانوس سافر برفقته إلى قبرص التركية، حيث مكثا في فندق Merit ولعبا الميسر، وأنّه (سالم) دفع تكاليف تذكرة سفر القاضي بناءً على طلب الأخير. وتحدث سالم عند دعوة ثانية إلى الفندق نفسه في قبرص قبلها القاضي حيث مكث بضيافته يومين.
تجدر الإشارة إلى أنّ هيئة التفتيش القضائي لم تستكمل التحقيقات مع باقي القضاة الذين وردت أسماؤهم في المحاضر التي نظّمها فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، إنما توقفت التحقيقات لأسباب غير معروفة. كذلك لم يجرِ الادعاء عدلياً على القضاة الذين تبيّن تورّطهم في ملفات فساد وقبض رشى.