يوم أمس حلّ فيروس كورونا ضيفاً غير مرغوب به في ديارنا. سُجلت أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى الاشتباه في حالتين بعد ظهور عوارض المرض عليهما، كانتا على متن الرحلة الجوية نفسها القادمة من مدينة طهران إلى لبنان والتي سُجلت فيها الإصابة. وحطّت بالأمس طائرة شركة ماهان الإيرانية في مطار بيروت الدولي، وكان على متنها 140 راكباً بين لبنانيين وإيرانيين. تم تأخير نزول ركابها بعد الإعلان عن إصابات كورونا في إيران وتحديداً في مدينة قم، بعدما كانت إجراءات الفحص مقتصرة على القادمين من الصين ومن الشرق الأقصى. طُلب من الركاب ملء الاستمارات عن مكان قدومهم، وفُحصوا من الفريق الطبي المتخصّص، لوحظت عوارض على امرأة قادمة من مدينة قم، ونقلت مباشرة في سيارة للصليب الأحمر الدولي إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي المعتمد من قبل وزارة الصحة كمركز عزل للقادمين من دول سُجلت فيها إصابات بفيروس كورونا. بعد 12 ساعة من إجراء الفحوصات، جاءت النتيجة إيجابية. غير أن حالة المصابة المعزولة مستقرة، كما قال وزير الصحة حمد حسن في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الصحة، مؤكداً أنها «لا تعاني من تداعيات خطيرة، وتتلقى الرعاية الطبية اللازمة». وخلال المؤتمر أعلن حسن عن حالتين كانتا على متن الطائرة نفسها، ظهرت لديهما عوارض مرض، وعلى الأثر نقلتا إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة والتي سيتم الإعلان عن نتيجتها فور صدورها. وبانتظار النتيجة ثمة تساؤلات عن ذوي الحالتين ممن كانوا على احتكاك بهم عند ظهور العوارض فيما لو جاءت النتيجة إيجابية! في هذا السياق لفت حسن إلى استحالة عزل جميع ركاب الطائرة في المستشفى، فالعزل الذي جُهز له طابق كامل في المستشفى الحكومي خُصص للحالات التي تعاني أعراضاً طبية فقط. أما ركاب الطائرة فـ«عليهم حجر أنفسهم في المنزل لمدة 14 يوماً واستتباع اللجنة المتخصصة لمكافحة كورونا حالاتهم بشكل يومي» وخصوصاً «أن إمكانية العدوى خلال فترة حضانة الفيروس قليلة جداً» بحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان إيمان الشنقيطي. وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة تنصح بالحجر على المشتبه في إصابتهم بالفيروس، في منازلهم. كما أنها لا ترى مانعاً يحول دون معالجة المصابين، ممن لا تتدهور أحوالهم، في منازلهم، في حال كان المنزل مطابقاً لشروط معينة، وفي حال كان أفراد العائلة قادرين على التعامل مع المصاب بصورة تقيهم التقاط العدوى.
وزير الصحة: من المبكر إعلان حالة الطوارئ ووقف الرحلات ذهاباً وإياباً إلى إيران

ودعا حسن كل أهل وأقارب المشتبه في إصابتهم إلى عدم الاختلاط والزيارات لمدة 14 يوماً إلى حين التثبت من خلو العائدين من الفيروس. كما أكد أن اللجنة الطبية لمكافحة كورونا ستعود بالتاريخ 10 أيام إلى الوراء لرصد الوافدين من إيران لمتابعة أوضاعهم الصحية. وقد باشرت اللجنة الاتصال بوكالات السفر لجمع أرقام العائدين. وخُصص رقم الهاتف 76592699 للمواطنين القادمين من بلاد سُجلت فيها إصابات بمرض كورونا من أجل الاتصال في حال ظهور عوارض مرضية كالسعال وارتفاع الحرارة.
وبحسب حسن فإن «حالة الهلع المفرطة غير ضرورية في هذا الوقت»، وأضاف أنه «من المبكر إعلان حالة الطوارئ ووقف الرحلات ذهاباً وإياباً إلى إيران (وخصوصاً أنها رحلات مباشرة) إلا بعد التشاور مع رئيس الحكومة حسان دياب واللجنة الوطنية لمكافحة وباء كورونا». مطمئناً إلى تعزيز إجراءات الرقابة في المطار. كما دعا المواطنين والمدارس إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية المتبعة في حالة الإنفلونزا العادية كالاهتمام بالنظافة وغسل اليدين باستمرار ومراعاة آداب السعال... وفي السياق نصحت ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان إيمان الشنقيطي في حديث لـ«الأخبار» بعدم السفر إلى بلدان سُجلت فيها إصابات بالوباء إلا للضرورة. وقالت إن المنظمة جهّزت لبنان بكمية وافرة من فحص PCR لتشخيص كورونا، ولفتت إلى أنها ستستقدم المزيد من هذا الفحص، الأسبوع المقبل، بعد تسجيل أول إصابة. وأضافت أن المنظمة عملت على تجهيز الكادر الطبي والتمريضي في مستشفى رفيق الحريري بالملابس الوقائية الخاصة وسواها من أدوات التعقيم والماسكات والقفازات، وكذلك الصليب الأحمر اللبناني الذي ينقل المشتبه في إصابتهم إلى المستشفى لأنها الفئة الأكثر عرضة للعدوى. علماً أن كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة مناعية وقلبية هم أكثر عرضة لتفاقم حالتهم الصحية في حال أصيبوا بالفيروس بحسب الشنقيطي، لافتة إلى «أن لا صحة لما يذاع عن أن الرجال أكثر إصابة من النساء بفيروس كورونا».