حتى ليل أمس، لم يكن طلب القوى الوطنية في صيدا بتسليم المعتدين على خيمة الاعتصام عند مستديرة إيليا قد نُفِّذ. برغم دخول الاعتصام المفتوح شهره الثالث، لم يسجّل أيّ توتر مباشر بين غالبية المدينة التي دعمت الانتفاضة الشعبية وغالبية محيطها الذي عارضها. لكن ضبط النفس انهار أخيراً على يد مجموعة شبان نفذوا الهجوم المباغت على الخيمة وضربوا الجالسين فيها بعد منتصف ليل الاثنين الماضي. نفوذ القوى الوطنية الصيداوية، ولا سيما التنظيم الشعبي الناصري والحزب الديموقراطي الشعبي على الساحة، ساهم في فرض خطاب وطني جامع مستند إلى شعارات مطلبية حقوقية.
خطوة الاعتداء المتفلتة من ضوابط الأشهر الثلاثة بين الجارتين، دفع بحزب الله وحركة وأمل إلى إرسال وفد مشترك إلى قيادات القوى الوطنية الصيداوية للتبرؤ من المعتدين. «شبان استفزّهم الفيديو المسيء إلى أهل البيت، فاندفعوا نحو خيمة إيليا في رد فعل غير مقبول». لكن المضيفين لم يكتفوا بالتبرؤ والاستنكار، بل طالبوا بتسليم الشبان المعروفي الهوية إلى القوى الأمنية لرد اعتبار المنتفضين الصيداويين.
وكان منتفضو «إيليا» قد نظّموا مسيرة احتجاجية مساء أمس تحت شعار «لا طائفية ولا مذهبية» استنكاراً للاعتداء على الخيمة، انطلقت من مكان الاعتصام باتجاه مستديرة سرايا صيدا. وتحدثت هدى حافظ باسم المشاركين وحمّلت مسؤولية الاعتداء إلى «القوى السياسية المتضررة من الانتفاضة والتي استغلت مشاعر محازبيها الصادقة واستثمرتها للانقضاض على الحراك الذي كان دوماً حريصاً على عدم التعرض للرموز والقيادات تفادياً للفتنة وليبقى منسجماً مع تاريخ المدينة المقاومة».