فاز المُرشّح المُستقلّ علي ياغي، أمس، في انتخابات عضوية مجلس نقابة أطباء الأسنان في لبنان. انقسمت الأحزاب على لائحتين، وبقي في كل منهما مقعد شاغر. فازت لائحة تحالف حزب الله - التيار الوطني الحر كاملة على لائحة القوات اللبنانية وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي. أما المقعد الشاغر، فكان من نصيب ياغي الذي حلّ أول، بعدما حظي بدعم المستقلين واللائحة الخاسرة، إضافة إلى عدد من مؤيدي اللائحة الفائزة.نحو 1400 طبيب (من أصل خمسة آلاف طبيب أسنان مسجلين في النقابة و3600 طبيب مسدّدين الرسوم المالية للسنة الحالية)، شاركوا في عملية الانتخاب التي تمّت على خمسة مقاعد: مقعدان لعضوية مجلس النقابة، وثلاثة مقاعد لعضوية صندوق التعاضد.
وفق نقيب أطباء الأسنان الحالي روجيه ربيز، فإنّ نسبة الإقبال على الاقتراع هذه المرة (المُقدّرة بنحو 39%) تُعدّ لافتة وكبيرة جداً قياساً مع باقي الانتخابات السابقة، «منذ سنتين فقط شارك 400 طبيب في انتخابات العضوية»، وهذا الأمر يعني أنّ «الأطباء شعروا بأنهم معنيون هذه المرة أكثر بالعمل النقابي»، على حدّ تعبير ربيز.
وكانت لائحتان حزبيتان تتنافسان بشكل واضح؛ الأولى وهي تضم تحالف التيار الوطني الحُرّ وحزب الله وتضمّنت أربعة مُرشحين من أصل خمسة: مُرشح واحد فقط عن مقعدي العضوية، وهو حسام الجسّار المحسوب على حزب الله، فيما تُرك المقعد الثاني فارغاً (لمصلحة مُرشّح حركة أمل وفق ما تقول مصادر نقابية حزبية)، وثلاثة مقاعد لصندوق التعاضد وضمّت كل من ريشار نصّار وسيمون أرتين وطانيوس حاتم.
تصدّر ياغي قائمة المُرشحين حاصداً 635 صوتاً مقابل 603 أصوات لمرشّح حزب الله و467 صوتاً لمرشّح حركة أمل


الثانية وهي تضمّ تحالف أمل والحزب الاشتراكي وحزب القوات والكتائب وتضمّنت أيضاً أربعة مرشحين من أصل خمسة: مرشّح واحد فقط عن مقعدي العضوية وهو المرشح المحسوب على حركة أمل علي عثمان فيما ترك المقعد الثاني شاغراً (لمصلحة مرشّح حزب الله وفق المصادر النقابية الحزبية نفسها)، وثلاثة مقاعد للصندوق وضمّت كل من هيثم فقيه المحسوب على الحزب الاشتراكي، وجان بيار فغالي المحسوب على القوات اللبنانية ولبيب الدنا المحسوب على تيار المُستقبل. أمّا ياغي، فقد ترشّح بشكل مُنفرد ومُستقلّ.
في المُحصّلة، فازت لائحة تحالف التيار الوطني الحر وحزب الله كاملةً (المقاعد الأربعة)، فيما تصدّر ياغي قائمة المُرشحين حاصداً 635 صوتاً مقابل 603 أصوات لجسّار و467 صوتاً لعثمان، مُنتزعاً مقعد العضوية.
وفيما سُجّل فوز ياغي انتصاراً لـ«مُرشّح الثورة»، سارع بعض الأوساط الحزبية في النقابة إلى إثارة مسألة دعم حزبَي الكتائب والقوات له، «فكيف يُمكن لمُستقلّ أن يحظى بدعم أحزاب الكتائب والقوات والاشتراكي؟»، على حدّ تعبير أحد النقابيين، مُشيراً إلى وجود لوائح مطبوعة تجمع لائحة تحالف الاشتراكي وأمل والقوات واسم ياغي.
في اتصال مع «الأخبار»، قال الأخير إنه شارك في الانتخابات بشكل مُستقلّ ومُنفرد، ولم يُشارك بأيّ من اللائحتين المتنافستين، «وإذا كان أطباء زملاء لي كانوا قد دعموني وهم محزّبون، فهذا لا يعني أنني قد بتُّ مُرشح الأحزاب التي يناصرها هؤلاء(..)، نافياً بشكل حازم أن يكون منتمياً أو محسوباً على أي من حزب الكتائب أو القوات «أو غيرهما من الأحزاب التي ركبت الحراك».
وفيما لفت ياغي إلى أنّه المسؤول العلمي لرابطة أطباء الأسنان في البقاع، وهو عضو في تجمّع «بعلبك مدينتي»، «وقد حظيت بدعم كبير من الرابطة ومن أبناء منطقتي»، رفض أن يُطلق على نفسه مُرشّح الثورة، «لأنني لا أستطيع أن أتكلم نيابة عن مجموعات وثوار والزعم أنهم انتدبوني»، مُشيراً إلى أنه «مرشح مستقل ثائر على هذه السلطة وسيخدم جميع الأطباء في النقابة، كلّن يعني كلّن».
وفيما انشغل البعض في «تحليل» فوز ياغي لجهة دعمه من قبل بعض الأحزاب من جهة، أو وصوله بسبب انفصال الثنائي حزب الله وحركة أمل، أشار ربيز إلى أن عدداً كبيراً من الأوراق كانت تحمل اسم ياغي فقط «ما يعني أن هناك عدداً كبيراً من المُستقلين»، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي يتصدر الفائزين مرشح مستقل. ماذا عن الأحزاب الذي دعمته؟ ربما تكون الأحزاب المُشاركة في الحراك قد دعمته، «لكنّ تلك الأحزاب لم تحشد ولم تُجيّش للتصويت له بشكل يُمكنّه من الوصول إلى النقابة من خلالها».