أكّدت مصادر وزارية لـ«الأخبار» ان المعلومات الواردة من العاصمة الفرنسية باريس تشير إلى ان قصر الإليزيه بصدد إرسال مبعوث جديد إلى لبنان، من أجل بحث إمكان القيام بمبادرة «إنقاذية» على المستوى الاقتصادي. وقالت المصادر إن الفرنسيين يبدون مهتمين بعدم حدوث انهيار، خشية من موجة لاجئين إلى أوروبا، وخوفاً على نفوذهم السياسي في هذه المنطقة من العالم، وعلى قواتهم العاملة في الجنوب ضمن قوات الطوارئ الدولية، فضلاً عن استثماراتهم في النفط والغاز كما في مشاريع «سيدر». وبحسب المصادر، فإن مسعى فرنسياً من هذا النوع، لا يمكن ان يتم من دون موافقة أميركية وبريطانية. وفيما يجري الحديث عن مؤتمر قد يُعقد في باريس، في حال نجاح المسعى الفرنسي، لفتت المصادر إلى أن من المبكر الحديث عن نتائج قبل انطلاق المبادرة. في موازاة ذلك، قالت المصادر إن رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي سيوجّه مساء اليوم رسالة إلى اللبنانيين لمناسبة عيد الاستقلال، يصرّ على الدعوة الى استشارات نيابية قريباً، وقد أبلغ حزب الله بذلك. السبب الرئيسي وراء هذا الاصرار يعود الى «الوضع الاقتصادي الذي لم يعد يحتمل ورغبته بعدم تضييع المزيد من الوقت». وتشير المصادر الى أنه يتم التداول اليوم باسمين لرئاسة حكومة تكنوسياسية، من دون أن يكونا من ضمن الوجوه السياسية البارزة بل أقرب الى المجتمع المدني.من جهة أخرى، أكد رئيس الحزب الاشتراكي​ وليد جنبلاط في حديث الى تلفزيون «أم تي في» ان «العهد انتهى في الشارع وكذلك الطائف». وأشار الى أنه «نصح رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري أكثر من مرة بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة​... لكن يبدو ان كلامي لم يلق صدى»، مضيفا أنه «لا بد من التغيير ولو كنت مكانه لا اشارك بل أقف متفرجاً». ولفت إلى انه «تواصلنا يوم اتفقوا على اسم الوزير السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة فقلت له اياك والصفدي». وعن مشاركة الحزب الاشتراكي في الحكومة المقبلة، قال جنبلاط إن «الدخول في الحكومة سيرتد سلبا على الحزب. فبعد عقود من المشاركة في الحكم أُصبنا بالاهتراء لذلك يتركز همنا اليوم على تحسين البيت الداخلي. اذ لا بد من طرق جديدة للتواصل مع الناس وهذا ما أثبتته الثورة». ونفى جنبلاط أن يكون مربوطا «بحسابات حزب القوات، فإن تطلّب ان تكون الحكومة من لون واحد فلتكن ولتقم بالمطلوب». أما عن اتهام الحزب الاشتراكي بركوب موجة الحراك، فقال: «نحن كحزب لم نشارك بالتحركات، ومن نرل من مناصرينا نزل بشكل فردي وهذا من حقه».
ونعى رئيس الحزب الاشتراكي التسوية الرئاسية واصفا اياها بـ«الشرارة التي أوصلتنا الى هنا، فالعهد كله كمنظومة سياسية انتهى». كذلك الأمر بالنسبة لوزير الخارجية في الحكومة المستقيلة جبران باسيل، اذ أشار جنبلاط عند سؤاله عن مشاركة الأخير في الحكومة المقبلة بالقول: «اعتبر ان هناك وجوها انتهت»، فيما أكد أن «الاتصال مع حزب الله يقتصر على عنوان تنظيم الخلاف قائم، لكن لا أوافقهم الرأي ان كل ما يحصل في الشارع مؤامرة». وحذر من المماطلة في التحقيق بوفاة الشاب علاء أبو فخر، قائلا: «حذار من المماطلة وسنتابع مع الثورة التحقيق».
حديث عن مبادرة فرنسية... وعون يستعجل الاستشارات


من ناحية أخرى، كشف رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «المطلوب في الغرف السوداء يوم (أول من) أمس كان التخطيط لإراقة الدماء وهو ما لا نقبله»، مشيرا الى أن «الأهم عدم سقوط نقطة دم واحدة». وشدد خلال لقاء الاربعاء النيابي على «تفعيل عمل المطبخ التشريعي من خلال لجانه النيابية، وخاصة لجنة المال والموازنة من أجل مناقشة وإقرار موازنة 2020». وأشارت مصادر نيابية إلى امتعاض بري من أداء تيار المردة أول من أمس وعدم حضور أي من نوابه الى البرلمان. وذكّر بأنه خاض معركة لتأمين مقعد وزاري للمردة وصولا الى التخلي عن حصته لتأمين تمثيل المردة اذا لزم الأمر، لكن قابله النائب فريد الخازن باعلانه مقاطعة الجلسة على وسائل التواصل وسط صمت من النائب طوني فرنجية وعدم حضور أي من النواب. سريعا تدارك رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الأمر عبر اتصاله أمس ببري، مبديا استعداده لحضور اي جلسة مقبلة ساعة ما يدعو رئيس المجلس النيابي اليها.
من جهته، انتقد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب ​علي عمار، عقب انتهاء لقاء الاربعاء النيابي في عين التينة​، اداء الأجهزة الأمنية والعسكرية تجاه محاصرة المتظاهرين لمجلس النواب يوم الثلاثاء الفائت لمنع انعقاد الهيئة العامة للمجلس، قائلاً: «رأينا ضباطا وجنودا يتفرجون على نواب الأمة وهم يهانون على الحواجز من دون أن يحركوا ساكنا وخصوصا بعدما وعد قائد الجيش جوزيف عون أنه بقدر ما سيحمي المتظاهرين سيكون حريصا على حماية حق التنقل. لكن للأسف ما شهدناه هو شكل من أشكال الريبة».