خرج أبناء عكار عن صمتهم. تركوا المنصات الافتراضية الى أرض الواقع لمواجهة السلطة الحاكمة التي أمعنت في إذلالهم وحرمانهم على مدار الحكومات المتعاقبة. بالآلاف، احتشد المتظاهرون في ساحة حلبا، مركز المحافظة، وضاقت بهم الطرق العامة والفرعية المؤدية الى الساحة. تصدر الحزب الشيوعي الاعتصام لليوم الثالث على التوالي، وأعلن في بيان «البقاء في الشارع حتى رحيل سلطة رأس المال الفاسدة»، مؤكداً أن عكار «بكادحيها وفقرائها ومثقفيها وأحرارها مدعوّة للاستمرار في انتفاضتها الشعبية في مواجهة سلطة رأس المال، سلطة النهب والفساد، سلطة التبعية للبنك الدولي، سلطة حرمان وتهميش عكار وضرب اقتصادها».
الشيوعي، بالتنسيق مع تجمع «عكار معاً للتغيير» وجمعيات المجتمع المدني، نجح في تأمين مشاركة واسعة، من مختلف البلدات العكارية، ساحلاً وجرداً، رافعين شعارات «لا للنظام الطائفي المذهبي»، «لا للإقطاع السياسي»، «نعم للدولة المدنية الحضارية»، «نعم للديمقراطية الحقيقية وللانتخابات المبكرة ضمن قانون نسبي حقيقي وخارج القيد الطائفي»، و«نعم للمطالبة باسترداد الأموال المنهوبة ومحاكمة المسؤولين عن الفساد والسرقة». ورغم إطلاق الشعارات الحادّة ضد الطبقة السياسية، مطالبين باستقالتها، ورحيلها، لم يُسجّل أي إشكال.
كما احتشد المتظاهرون عند مستديرة العبدة، «بوابة عكار» كما يطلق عليها، رافعين شعارات، لا للمحاصصة، نعم للثورة، ثورة حق حتى العصيان المدني.