سمير الحاج، أسعد يعقوب، أنطوان عبد النور، حنّا المقدسي، رياض قمير، جورج نادر، بسّام عيسى، مارون بدر، هاروتيون كوك كوزيان، عُمداء متقاعدون ظهروا في إعلان قصير بوصفهم «رفاق شهداء 13 تشرين». ثوانٍ قليلة خُصّصت لكلّ واحد منهم، ليتحدثوا عن الجيش اللبناني والقسم الذي من أجله خاضوا المعركة وفي سبيله استشهد رفقاؤهم، ليُختتم الإعلان بالدعوة إلى المشاركة في قداس ذكرى معركة 13 تشرين الأول 1990، يوم السبت الـ 12 من الشهر الجاري، في ضبية. أسماء هؤلاء العمداء محفورة في ذاكرة الجيل الذي رافق تلك المرحلة وكان مؤيداً لها، ثمّ ورثها سياسياً. فهم من أبرز الضباط الذين خاضوا المعارك إلى جانب الرئيس ميشال عون، يوم كان قائداً للجيش، وبقوا في أرض المعركة إلى جانبه في 13 تشرين. من هنا، تُفهم «قيمتهم المُضافة» في أن يُنظّموا قدّاساً في هذه المناسبة، بشكل مُنفصل عن التيار الوطني الحرّ، الذي دعا إلى قدّاس آخر يوم الأحد 13 تشرين في بلدة الحدت.يُضاف إلى الأسماء التسعة التي ظهرت في الإعلان، ضباط متقاعدون آخرون سيحضرون إلى جانبهم، لديهم انتماءات سياسية متنوعة. وتُعدّ المُشاركة الأكثر رمزية للنائب شامل روكز، الذي وإن حاول تبرير حضوره بأنّه حارب خلال تلك الفترة ووَضَعه في إطار الوفاء لشهداء الجيش، إلا أنّه لا يُمكن فصل وجوده عن سياق تباعده السياسي مع قيادة «التيار». فقداس 12 تشرين يُعتبر المناسبة العلنية الثانية التي يظهر فيها روكز مع العمداء المتقاعدين ومعارضي «التيار»، بعد الغداء في منزله بداية أيلول الماضي. وليست «صدفة» أن يجتمع رفاق سلاح ميشال عون مع المجموعة الحزبية المفصولة من التيار الوطني الحرّ، وشكّلت في نيسان الماضي تجمّعاً أطلقت عليه تسمية «التيار». فالإعداد لقداس ذكرى 13 تشرين قام به لجنة ضمّت «الجناحين»، العسكري والسياسي، ممّن انتموا سابقاً إلى التيار العوني، أو كانوا يدورون في فلكه. ويُعتبر الحدث «الإطلالة الرسمية» الأولى لهؤلاء، منذ أن بدأوا تنظيم أنفسهم عام 2015. لماذا؟ «أصبح التوقيت مناسباً»، يقول القيادي العوني السابق، نعيم عون، مؤكداً أنّ القداس «ليس ردّ فعل أو رسالة ضدّ أحد، فقد أعلنا عنه منذ بداية أيلول».
مهما حاول المنظمون التعامل «ببراءة» مع الدعوة إلى القداس، من الصعوبة عدم اعتباره مُوجّهاً ضدّ «التيار» ورئيس الجمهورية، لما تعنيه هذه الذكرى لهما. يردّ مسؤول الأمن والمواكبة السابق لدى عون، العميد المتقاعد أنطوان عبد النور بـ»أننا مجموعة الضباط التي شاركت في 13 تشرين، أردنا إعادة إحياء الذكرى لإيفاء الشهداء حقّهم، بعد أن وجدنا أنّها بدأت تموت مع مرور الزمن». ينفي عبد النور أن يكون تحرّكهم موجّهاً ضدّ عون، «فهو رمز تلك المرحلة وأساسها»، أما بالنسبة إلى التيار العوني «فلا علاقة له بالذكرى. هي ارتبطت به سابقاً بسبب رئاسة الجنرال (عون) له. ولكن عملياً، في 13 تشرين لم يكن هناك تنظيم حزبي، والشهداء سقطوا لأنهم كانوا عسكريين أقسموا يمين الدفاع عن الوطن». في السياق نفسه، يؤكد نعيم عون أنّ «عنوان القداس هو رفاق شهداء 13 تشرين، لأنّنا لا نريد استغلاله أو استثمار الحدث سياسياً».
يؤكد العميد عبد النور أنّ القداس غير موجّه ضدّ عون


يبدو أنّ المعارك بين الأحزاب والتنظيمات «المُنشقة» عنها، حول التاريخ والأحداث والشهداء، قد جُرّ إليها التيار الوطني الحرّ. 12 و13 تشرين الأول، ستكون «المبارزة» السياسية المُباشرة بين الرفاق السابقين. معركة يستخدم فيها الطرفان عُنصر «العسكر»، الذي لا يزال يُعتبر «عصب» التيار الوطني الحرّ. فبعد تسريب صور الغداء لدى روكز وجمع فيه عمداء متقاعدين وحزبيين سابقين، ردّ باسيل بجمعه عدداً من الضباط. هذه المرّة أيضاً، قرّر وزير الخارجية اللعب بسلاح معارضيه، فقد وجّه الدعوة إلى عددٍ من العسكريين السابقين للقاءٍ معه اليوم الإثنين. يُعلّق عبد النور بأنّه «لا نعرف ما الهدف من دعوة باسيل للعسكريين، فنحن لا نرى أنّ أي شيء يقوم به يؤثّر على مسيرتنا، ولا نعتبر أنفسنا في صراعٍ معه».