للمرة الأولى، ينقلب المشهد عند الحدود اللبنانية الفلسطينية. أطلق الجيش اللبناني، مطلع الأسبوع الجاري، عند رأس الناقورة، ورشة أشغال لحفر طريق عسكرية تربط بين موقعه والسياج الشائك في الأراضي اللبنانية المتحفظ عليها والتي ترمز إليها خرائط الأمم المتحدة بتسمية «B1».ووسط استنفار لجنود العدو الإسرائيلي وقوات اليونيفيل، باشر الجيش بشق الطريق، وفجّر الألغام الأرضية المزروعة في المنطقة التي كانت قوات اليونيفيل تتمنى على الجيش اللبناني عدم سلوكها لأنها تكشف الموقع الإسرائيلي في المقلب الآخر من السياج وأعمدة التجسس والمراقبة المشيدة فوق الأراضي اللبنانية المحتلة. وخلال الأشغال، فجر الجيش حوالى 15 لغماً أرضياً. ومن المنتظر أن تستمر الأشغال لنحو شهر، بهدف شق الطريق وتشييد برج مراقبة مقابل للبرج الذي شيده جيش العدو في منطقة التحفظ.
مصادر عسكرية لبنانية قالت لـ«الأخبار» إن رئيس جهاز الارتباط في قوات اليونيفيل (ضابط فرنسي) حاول يوم الثلاثاء الدخول إلى موقع الأشغال، مبدياً اعتراضه عليها، وطالباً من الجنود اللبنانيين ألا يقتربوا من السياج الشائك. إلا أن مسؤول فرع استخبارات الجيش في صور العقيد ناصر همام منعه. وبكلام عالي اللهجة، اتهم همام اليونيفيل بممارسة ما يشبه الانحياز لمصلحة العدو الذي نفّذ عشرات الأشغال المعادية على طول الحدود في أراض لبنانية محتلة من دون ردة فعل من القوات الدولية.
الوحدة الفرنسية في اليونيفيل تتخذ إجراءات ربطاً بالتوتر في الخليج!


على صعيد متصل، انتشرت شائعات في اليومين الماضيين تحدثت عن أوامر وصلت إلى قادة وحدات اليونيفيل تطلب منهم التزام الثكنات لدواع أمنية. لكن المصادر العسكرية اتهمت جهات داخل قيادة الناقورة بالتشويش على أشغال الجيش اللبناني وتعمد توتير الأجواء خدمة للعدو، ولا سيما في ظل غياب قائد اليونيفيل في زيارة خارج لبنان وتولي رئيس الأركان الفرنسي زمام الوضع الميداني.
من جهة أخرى، أفادت مصادر عسكرية بأن الوحدة الفرنسية في اليونيفيل عممت على عناصرها العسكريين وموظفيها المدنيين، مطلع الأسبوع الجاري، بوجوب التزام الثكنات وعدم التجول والخروج بدوريات ومهمات. وربطت القيادة التعميم بـ«الوضع الأمني المتوتر في الخليج وبين الولايات المتحدة الأميركية وإيران»!