«لا عودة عن العودة». هكذا استهل وزير الخارجية جبران باسيل زيارته إلى بلدة عرسال أمس. عبارة أراد من خلالها إيصال رسالة واضحة للمفوضية العليا للاجئين، بأن «المطلوب تشجيع العودة الآمنة والكريمة والمستدامة للنازحين السوريين لا الخوف منها والحديث عن منع العودة المبكرة». كلام باسيل جاء على وقع الاستعدادات النهائية لعودة 3600 نازح سوري من بلدة عرسال إلى قرى القلمون الغربي بعد عيد الفطر، وبعد ردود الفعل على «محاولات» المفوضية العليا للاجئين تغيير رأي بعض النازحين الراغبين في العودة إلى بلادهم، وثنيهم عن ذلك. وأكد باسيل خلال لقائه رئيس وأعضاء بلدية عرسال ومخاتير البلدة أن طلب عودة النازحين توافق عليه كل القوى في الداخل «ولا أحد يريد إشكالاً مع المنظمات الدولية، لكن حان الوقت لنقول لها كفى ولا شيء يعلو فوق مصلحة لبنان علماَ أن هذه العودة هي عودة «طوعية وليست قسرية». وفي مقابل العودة الطوعية لآلاف النازحين، القاطنين في عرسال (يفوق العدد الإجمالي للنازحين السوريين في عرسال عتبة الـ30 ألفاً). وفي مقابل الراغبين بالعودة بعد العيد، ثمة عدد كبير من النازحين السوريين من قرى ريفي القصير وحمص يرفضون فعلاً العودة في الوقت الحالي، إلا بعد الحصول على تطمينات، ومنها توفير الأمن لهم في منطقتهم، وتوجه لهم باسيل بالقول: «الدولتان السورية واللبنانية تقولان لكم يمكنكم العودة».
جولة وزير الخارجية استكملت في عرسال حيث التقى عدداً من النازحين السوريين عند مدخل أحد المخيمات، واستمع إلى رغبتهم في العودة إلى قراهم وبلداتهم الآمنة، مشدداً على أن ما سمعه من النازحين السوريين هو «فحوى ما كنا نطالب به والفرق أنه هناك من يريد إطالة أمد الأزمة، ولا نريد عودة فورية وقسرية بل مرحلية وآمنة وعلى مراحل ومتدرجة لكن المشكلة أنهم لا يسمحون لنا حتى بإتمام المرحلة الأولى».
وعن الجهات التي تسعى إلى عرقلة وإطالة أمد عودة النازحين السوريين أشار باسيل ألى أن «بعض الجهات الخارجية تريد أن تطول أزمة النزوح»، مطالباً الأمم المتحدة بالمساعدة لتأمين للعودة. وشدّد على أن «السكن في خيمة على أرض بلدك أفضل بكثير من السكن في خيمة على أرض ليست أرضك مع الإحساس بالتهجير والتشرد واللجوء والنزوح. فمشهد الخيم لا يليق بالدولتين السورية واللبنانية ومن واجبنا تأمين عودتكم لوطنكم كما تم استقبالكم ونكون أنهينا واجب ضيافتنا لكم بعودتكم الكريمة». وأكد وزير الخارجية «أننا لا نقبل بعودة النازحين إذا لم تكن آمنة أو أن يحصل شيء لأحدهم، وأؤكد أننا سنبقى نعمل وأنا راسلت وزير خارجية سوريا بموضوع حقوق الملكية والتجنيد الإلزامي فأكد لي بكتابه أنهم مع العودة الآمنة والكريمة والمصالحة».
في المقابل أكد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري «حيادية البلدة في موضوع العودة، وعلى احترام قرار النازحين مهما كان، سواء بالعودة أو البقاء».