هي الاشتباكات الأعنف التي تدور في طرابلس، منذ عام 2014، تاريخ تطبيق الخطة الأمنية في المدينة. يوم أمس، تحوّلت ساحة التل إلى أرض معركة بين الجيش ومجموعة من المطلوبين الذين قتلوا عسكرياً وجرحوا آخرين، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى المبنى الذي يقع فيه مكتب للوزير محمد كبارة. وبحسب المعلومات، فقد وقع تلاسن بين المدعو جهاد بلطجي وأحد العناصر الأمنية، ولدى تدخّل دورية لتوقيف الأول، بادر إلى إطلاق النار باتجاهها وألقى قنبلة يدوية ما دفع الجيش اللبناني للرد بالمثل. هرب بلطجي ليختبئ في المبنى الذي فيه مكتب الوزير محمد كبارة وقد انضم إليه أربعة مسلحين آخرين هم محمد كوكولاكي وخالد حميدان الملقب بأبو علي لمعة وشادي الظن وحمزة النشار. اندلعت اشتباكات عنيفة بين المطلوبين والجيش استمرت لنحو نصف ساعة أصيب خلالها ٧ عسكريين، كانت إصابة أحدهم خطرة، ما أدى إلى استشهاده (نعاه وزير الدفاع يعقوب الصراف، كاشفاً أن اسمه علي مصطفى). وقد استقدم الجيش تعزيزات، ليحاصر المبنى الذي يتحصّن فيه المطلوبون، محدداً مهلة لهم لتسليم أنفسهم. وأفادت المعلومات بأن نجل وزير العمل محمد كبارة، كريم كبارة، أقنع المطلوب كوكولاكي بتسليم نفسه، وهو ما جرى ليلاً. وذكرت المعلومات أنّ جهاد بلطجي مطلوب بقضايا إرهاب وملفات تتعلق باشتباكات جبل محسن باب التبانة. كذلك تردد أنه كان يعمل مرافقاً للوزير كبارة الذي آواه للاختباء في الطابق الذي يقع فوق مكتب الوزير في المبنى نفسه حيث وقعت الاشتباكات. غير أن الوزير كبارة، الذي كان موجوداً في بيروت لحظة وقوع الاشتباكات وتوجه الى مكتبه في طرابلس، نفى نفياً قاطعاً أن يكون قد آوى أياً من المطلوبين.