في حالة الناشط العوني الشاب إدغار معلوف، كانت الانتخابات الحزبية هي السلم الذي أوصله إلى لائحة التيار الوطني الحر في المتن الشمالي. رغم ذلك، هناك من يصر على وضع «إدي» في مصاف الورثة. يحمل اسم عمه الجنرال إدغار معلوف، ويترشح للمقعد الكاثوليكي في المتن الذي يشغله عمه منذ 2005.لم ينشأ إدغار وفي فمه ملعقة ذهبية، وهو حال عائلات كثيرة انخرط أولادها في الجيش. والده، العميد الطيار في الجيش بول معلوف، أفنى حياته في المؤسسة العسكرية، وتنقل في مهماته وصولاً إلى معركة سوق الغرب الشهيرة. المفارقة أن بول معلوف سقط شهيداً في اليوم الأول لحرب القوات اللبنانية ضد الجيش بتاريخ 31 كانون الثاني 1990. وحتى يكتمل المشهد التراجيدي، «سمعت خبر استشهاد والدي على الإذاعة ولم يكن بوسعنا فعل شيء لأن منزلنا كان محاصراً». ومذّاك، بدأت رحلة التهجير من سن الفيل إلى بيت مري إلى «بيوت الضباط حيث مكثنا مع عمي الجنرال إدغار معلوف الذي أحمل اسمه لأنه هو الذي ربّى أبي ثم ربانا وأخي كولديه تماماً».
أبت القوات أن تريح العائلة، فظلت تسعى وراء إدي (التحق بأنصار الجيش وعمره 16 سنة) وشقيقه. في عام 1992 غادر إدي إلى سويسرا لدراسة إدارة الفنادق، ليعود بعد أربعة أعوام ويتسلم إدارة مطعم كازينو لبنان، ثم منصب نائب مدير المأكولات والمشروبات هناك، وصولاً إلى رتبة مدير في عام 2006 ونائب مدير عام الكازينو في عام 2018، إلى جانب عضويته في مجلس تعاونية الموظفين.
أول تجربة حزبية له كانت في عام 1997 «ومن داخل كازينو لبنان، حيث شكلنا مجموعة خاضت أول انتخابات نقابية بعد عام حيث فزنا بعضو واحد»، يقول إدي. ظل الأخير ينشط داخل مجموعته الخاصة حتى حلّ 7 آب، «ومن يومها انخرطت مع الشباب بعد أن تعرفت إلى داني عون وطانيوس حبيقة». لاحقاً، شكَّل معلوف أول هيئة للتيار الوطني الحر في بلدته المتنية كفرعقاب، ليخوض أول استحقاق رسمي مع التيار خلال انتخابات غبريال المر الفرعية ثم في ماكينة حكمت ديب في عام 2002 وينضم إلى هيئة القضاء بعدها بسنوات.
أدى معلوف معموديته الحزبية التي كللها بتقديم ترشّحه إلى الانتخابات الحزبية، فحلّ في المركز الأول كاثوليكياً (المتن) في المرحلتين الأولى والثانية (الثالث في الترتيب بعد إبراهيم كنعان وإلياس بو صعب) وفي المركز الثاني بعد ملحم الرياشي في المرحلة الأخيرة. غير أن رياشي انسحب من السباق، فبات معلوف الأول كاثوليكياً بحكم الواقع. لذلك، تبنى التيار ترشيحه عن المقعد الكاثوليكي في قضاء المتن.
لماذا سيذهب المتني يوم 6 أيار ليضع علامة أمام اسم إدغار معلوف ويمنحه صوته التفضيلي؟
«لن أكبّر الحجر والشعارات، ولن أسوّق لخدمات لن أقدمها. مشروعي هو مشروع التيار الحر وسأساعد في تحقيقه في دائرة المتن الشمالي». لا يعد معلوف بمستشفى ومدرسة وجسر وطرقات، سيسعى إلى «تحسين وضع مستشفى ضهر الباشق الحالي والتنسيق مع المعنيين لرفع مستوى المدرسة الرسمية وجعلها ملجأً للطلاب الذين لا قدرة لهم على دفع أقساط المدرسة الخاصة». علماً أن طموح معلوف الرئيسي هو تنشيط السياحة في المتن وجرودها أسوةً بكسروان وجبيل وغيرها من المناطق. ولعل حسم اسم إدغار معلوف - الذي يعرفه أصدقاؤه بـ«إدي» - رسمياً على لائحة التيار، هو أحد عناصر جذب الشباب العونيين الذين يرون أنهم يستحقون فرصة إثبات أنفسهم، هم الذين عايشوا الحزب بحلوه ومرّه ولم يقايضوا وفاءهم يوماً بكرسي أو لقب افتراضي.