"مجلس الشورى وجد فيك الشخص المناسب لهذا المنصب ونحن نريدك نائباً على الأرض وبين الناس". هكذا تبلغ حسين جشي (59 عاماً) من نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اختياره خلفاً للنائب محمد فنيش عن أحد المقاعد الشيعية الأربعة في قضاء صور ضمن دائرة صور – الزهراني. التبليغ الذي صار تكليفاً بشكل تلقائي، وصل إلى جشي قبل أقل من 48 ساعة فقط من خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي سمى فيه المرشحين في الدوائر كافة. يفضّل الاحتفاظ برأيه لنفسه، سواء أكان إيجاباً أم سلباً، إزاء موضوع اختياره. بين البيوت والفيلات والقصور وعند نواصي الشوارع الواسعة في بلدة جويا، تزدحم صور "الحاج المجاهد حسين جشي"، مذيلة بعبارات التبريك والتهنئة. جويا التي عرفت النيابة مع نائبها الأول (1972 ـ 1992) يوسف حمود المعروف بـ"جو حمود"، ستشهد تجربة نيابية مختلفة مع جشي. ليس خليفة فنيش مجاهداً بمعنى المرابضة على الثغور. هو سليل عائلة ميسورة. والده سعيد جشي. نال الوالد شهادة الهندسة بالمراسلة من المعهد البريطاني في القاهرة في الخمسينيات. علمه ثم عمله في قطاع المقاولات والتزامه الديني، جعله وجيهاً يقصده أهالي بلدته لحل مشكلاتهم أو لطلب الخدمات. ذلك الموقع دفعه إلى إطلاق مشروع إيواء فقراء البلدة بتمويل من مغتربيها. عام 1975، دشن المغترب جواد رضا أول تجمع سكني، شيّد بإشراف حسين جشي ووزعت شققه على المحتاجين مجاناً...
جشّي: من يزرع ويأكل من أرضه، لا أحد بمقدوره أن يقتلعها منه أو يقتلعه منها


جشي الابن ورث عن والده العلم والعمل والخدمة الاجتماعية. نشأته الدينية وتردد الإمام موسى الصدر إلى منزل العائلة، رسّخا في ذهن الفتى صورة النموذج المعمم. صورة تماهت مع مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام الخميني الذي صار مثله الأعلى. في الجامعة في بيروت، نشط جشي مع "الحاج نعيم" (الشيخ نعيم قاسم) ومحمد رعد ومحمد فنيش في "اللجان الإسلامية". عاد إلى جويا عقب اندحار الاحتلال الإسرائيلي في عام 1985. انخرط تنظيمياً في حزب الله، وتنقل في مسؤوليات عدة، ولم تتقدم أي مسؤولية على المسؤولية الاجتماعية والدينية. قبيل درسه الهندسة، حصّل جشي العلوم الإسلامية. عام 1977، أمّ الشيخ غير المعمم المصلين للمرة الأولى، وهو منذ سنوات، إمام أحد مساجد جويا. هو ليس شيخاً فحسب، بل "أبو ملحم" أيضاً. يصلح بين المتخاصمين ويؤدي دور الوسيط بينهم، كما بين المحتاجين والميسورين.
هو ابن الأرض. ملف الزراعة أساسي في جدول أعماله. "فمن يزرع ويأكل من أرضه، لا أحد بمقدوره أن يقتلعها منه أو يقتلعه منها". لا بأس بالتركيز على مشاريع الصناعات الخفيفة والمتوسطة والحرف "كونها تؤمن فرص عمل في الأطراف وتثبت الناس في قراهم".