يبدو أنها "غير ظابطة" مع تيار المستقبل في مدينة المنية، حيث خاض المعركة البلدية بحذر تام، وحاول اللعب، من بعيد، بحلفائه للخروج بما يضمن توزيع الحصص عليهم. لكن الوقائع لم تطابق حساب التيار، ما أخّر حتى اليوم توجيه دعوة لانتخاب رئيس لمجلس بلدية المنية. فالتيار الأزرق يعجز عن التوفيق بين حلفائه لتسمية رئيس للبلدية ورئيس لاتحاد بلديات المنية. ورغم إعلانه وقوفه على مسافة واحدة من الجميع في الانتخابات البلدية، الا انه سعى جاهداً الى تشكيل لائحة من تحت الطاولة، بايعاز مباشر من الرئيس سعد الحريري، الذي وزع المناصب على الشكل التالي: عماد مطر رئيسا للاتحاد، وعلي محيش نائبا لرئيس البلدية، فيما تكون ولاية رئيس البلدية مناصفة بين كل من نبراس علم الدين وظافر زريقة.مع إعلان النتائج الرسمية فازت اللائحة المدعومة من "المستقبل" والنائب كاظم الخير بفارق بسيط لم يتعد الـ100 صوت. ونالت اللائحة الفائزة ما نسبته 51% من المقترعين، فيما تمكنت اللائحة الثانية من تحقيق اختراق بعضوين، بينهما رئيس اللائحة عثمان علم الدين، ما وضع أول حجر عثرة في طريق تنفيذ الاتفاق بين حلفاء الأزرق. ففوز عثمان علم الدين حوّل "الرئيس" نبراس علم الدين من رابح الى خاسر، كونه ابن شقيق عثمان. وبناءً على قانون البلديات، أصدرت قائمقام المنية الضنية رولا البايع قراراً حمل الرقم 155- 2016، قضى بإقالة نبراس علم الدين (الاصغر سناً بين القريبين اللذين فازا). وقبل صدور قرار البايع، رفض عثمان علم الدين وساطات أجريت معه للانسحاب لمصلحة ابن شقيقه، ورأى أن "المعركة كانت سياسية بحتة، بعدما قرر المستقبل ونائب المنطقة خوض الاستحقاق ودعم لائحة ضد أخرى، وهما لم يملكا الجرأة الكافية للمجاهرة بلائحتهما خوفا من تلقيهما ضربة قاسية تسقط الجميع".
من جهته، يغيب النائب الخير عن السمع. ويتردد أنه سيدعو الفائزين الى اجتماع في غضون يومين، لمحاولة الاتفاق مجدداً على رئيس للمجلس البلدي. وإلا فسيعمد هو الى تسمية رئيس كونه يحوز أكثرية الأصوات (12 عضواً من أصل 21).
في المقابل تبرز مواجهة اخرى على رئاسة اتحاد بلديات المنية (المنية وبحنين وديرعمار وبرج اليهودية ومركبتا). إذ يرفض ثلاثة رؤساء التصويت لصالح عماد مطر معتبرين الوعد الذي قدّمه الخير، باسم الحريري، لمطر برئاسة الاتحاد، مصادرة لأصواتهم. وبحسب المعترضين الثلاثة فإنهم سيتجهون الى تسمية رئيس بلدية بحنين مصطفى وهبة رئيساً للاتحاد. الا أن مطر نفى ذلك وأكد لـ"الأخبار" أن "التأخر في الدعوة لانتخاب رئيس لبلدية المنية، كان لايجاد حل لمشكلة نبراس علم الدين، ومن المرجح أن تتم الدعوة الى جلسة الانتخاب الاسبوع المقبل".
وفيما يبدو تنفيذ اتفاق ما قبل الانتخابات صعباً للغاية، بين الأعضاء الموعودين بالتقسيمات من جهة، والنائب الخير من جهة ثانية، يدرك أهالي المنية أن السنوات الست المقبلة ستكون صعبة عليهم وعلى المجلس البلدي المعرض للانهيار في أي لحظة اذا ما أقدم أحد الفريقين على الاستقالة.