مقالات مرتبطة
-
التبانة تقترع لخليل عكاوي ليا القزي
بقاء الصمد "شوكة في حلق المستقبل"، يدفع قيادة الأخير إلى اغتنام الانتخابات البلدية أملاً في أن تكون فرصة للقضاء على حالة سياسية رفضت أن ترفع لها الراية البيضاء وتذعن لـ"بيت الوسط"، أو تهادنه كما فعل كثيرون. علماً أن الصمد لم ينجرّ، طوال الأعوام الـ11 الماضية، إلى أي إشكال مع التيار الأزرق، أو التعرّض شخصياً لأي من قياداته كما فعل هؤلاء معه غالباً، وهو ما جعله أمس في مهرجان إعلان لائحته البلدية يقول إنه "منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عام 2005، لم تشهد الضنية أي إشكال بين مناصري 8 و14 آذار، ما يدلّ على وعيهم وأصالتهم". علماً أن الطرف الآخر، من النائب عبد العزيز ومنسق تيار المستقبل في الضنية هيثم الصمد إلى رجال أعمال ومتمولين، بالتنسيق مع فتفت، لم يتركوا وسيلة ممكنة (أموال، بث شائعات، جلب مغتربين، شقّ صفوف عائلات وغير ذلك) للقضاء على الحالة التي يشكّلها الصمد.
غير أن تدخل الحريري ونوابه وكوادره في انتخابات بخعون البلدية بشكل فجّ وواضح، كان له مفعول عكسي، وجعل العامل السياسي يتقدم على البلدي. إذ إن الدخول في زواريب العائلات وتوازناتها أثار حفيظة كثيرين، وأدى إلى ردّ فعل من قبل أغلب عائلات البلدة الذين أغلقوا الأبواب أمامهم.
وما رفع منسوب الحماسة الانتخابية أن مناصري التيار الأزرق روّجوا أن الحريري سيزور بخعون لدعم لائحة حلفائه. لكنه على الأرجح سيعيد النظر في مجيئه بعد استنهاض مناصري الصمد قوتهم واستعراض ثقلهم وحضورهم، وتأكيد الصمد أمامهم في مهرجان إعلان اللائحة أن "أهالي بخعون ليسوا قاصرين ويرفضون أي وصاية من أي جهة أتت، وهم أدرى بشعابها".