لم يتأثر وفد السائحات البنغاليات والإثيوبيات واللبنانيات اللواتي تقاطرن بالباصات إلى مقام النبي يونس في الجية، بالزحمة المحيطة بمركز الإقتراع المحاذي الخاص بالنساء. ضاعفن ازدحام المقترعات وعناصر الماكينات الإنتخابية والسيارات، لكنهن، بمساعدة الجيش، زرن المقام وأدّين الصلاة. مثلهن، مئات رواد المسابح والمنتجعات، التي تحتل شواطئ البلدة. زحمة شوارع الجية لا تعكس الإقبال الإعتيادي على الصناديق. لم يحتج رئيس البلدية المنتهية ولايته جرجس القزي لتنفيذ تهديده باستقدام "طيارتين من أستراليا ليصوتوا في الإنتخابات البلدية" كما نقل عنه. من أصل 3200 ماروني مسجل في لوائح الشطب، يقيم حوالي 2500 في أستراليا التي هاجروا اليها بسبب الحرب الأهلية. ورغم أن انتخابات أمس كانت الأكثر حماوة منذ دورة 1998، إلا أن عشرة أستراليين فقط حضروا للمشاركة، معظمهم لديهم مرشح في أسرهم، منهم جورج القزي الشهير بـ"البوليس"، وطوني القزي الذي بكّر موعد إجازته السنوية أسبوعاً واحداً لدعم شقيقه شربل. "البوليس" أعاد سبب المشاركة الضئيلة لأستراليي الجية، مقارنة بالدورات السابقة، إلى السرعة التي جرت فيها الإنتخابات. وطالب بمنح حق الإقتراع في الإنتخابات البلدية للمغتربين في السفارات اللبنانية في دول الإنتشار. "نحن سافرنا بس ما متنا" يقول من أمضى 25 عاماً شرطياً في بلدية الجية.
إنها الدورة الأولى التي سُجل فيها عدد مرشحين مضاعف لعدد أعضاء البلدية الخمسة العشر. جرت العادة منذ 1998 بأن تجري المنافسة بين لائحة وحدة الجية المكتملة برئاسة الريس القزي مدعومة من العائلات والأحزاب النافذة (حزب الله وأمل والمستقبل والإشتراكي ورابطة الشغيلة) من جهة، وعدد من المستقلين المنفردين من جهة أخرى. في الدورة الحالية، سجلت لائحة مكتملة برئاسة القزي والأحزاب، في مقابل لائحة الجية بالقلب شبه المكتملة من 13 عضواً برئاسة سامي القزي، ضمت مستقلين ومحسوبين على بعض تلك الأحزاب، مثل كامل الحاج ممثل حزب الله في البلديات السابقة. ما عدّه البعض عدم رضى من قاعدة حزب الله وحركة أمل ومن بعض العائلات عن المرشحين الذين اختاروهم. وأدى ذلك إلى تشطيب طاول أعضاء اللائحتين وانتشار اللوائح "الملغومة" التي ضمت أسماء من اللائحتين. ارتفاع عدد المرشحين لم يزد من حماسة الناخبين. والسبب في رأي البعض أن معظم المرشحين المعارضين للائحة السلطة "كانوا ضمن البلديات السابقة ولم يقدموا البديل التغييري. بل إن الدافع الوصول إلى السلطة". يُجمع أبناء الجية على أن المرشحة المستقلة بثينة عيسى خارج تلك الحسابات. أنصار اللائحة المعارضة استفادوا من وجود مقعدين شاغرين ليصوتوا لها.
في حديث لـ"الأخبار"، تعهد المرشح سليم القزي التركيز على معالجة تلوث "دواخين" معمل الجية الحراري، متهماً البلدية الحالية بالتقصير، لكن الريس جرجس القزي قال إن "البلدية لا تستطيع أن تقرر لأن مشغل المعمل يهدد بوقف العمل وقطع الكهرباء. ماذا نستفيد حينها؟".
عند إقفال الصناديق، كانت نسبة الإقتراع قد سجلت أقل من 35 في المئة أي 1482 شخصاً (582 موارنة و900 سنّة وشيعة). نسبة جاءت مطابقة لتوقعات الماكينات الانتخابية.