أعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال تشييع الشهيد القائد مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار)، أنه «خلال ساعات من الآن، أقصاها صبيحة الغد (اليوم)، سنعلن بالتفصيل سبب الانفجار ومن هي الجهة المسؤولة (عن الاغتيال)، وسنبني على الأمر مقتضاه، وقد تلمّسنا خطوات واضحة تؤشر إلى الجهة وإلى الأسلوب لكننا نحتاج إلى بعض الاستكمال لنتيقن مئة في المئة وإن شاء الله تعالى سنعلن هذا الأمر على الملأ». وأكد قاسم أن «الانفجار حصل قرب مطار دمشق وفي مركز من مراكز حزب الله، وكان كبيراً، وقد دأب إخواننا على التحقيق بطبيعة الانفجار ومن سببه»، مشيراً إلى أنه «بسبب وجود احتمالات كبيرة جداً، لم نستبق التحقيق، ولن نعلن بناء على رؤية سياسية أو رغبة في تظهير بعض الأعداء مقابل البعض الآخر».
بسبب وجود احتمالات كبيرة
جداً لم تستبق المقاومة التحقيق

ورثى قاسم الشهيد القائد بدر الدين، الذي «ملأ حياته بالعطاء وبالتضحيات، وعرفته ساحات الجهاد شجاعاً مقداماً مجاهداً مضحياً، تلقى الجراح والأسر والهجرة والتنقل من مكان إلى مكان آخر، من أجل أن يثبّت دعائم الحق، ويحرر الأرض من الصهاينة واتباعهم التكفيريين"، وقال: لن أعود من سوريا إلا شهيداً أو حاملاً لراية النصر. لقد تحقق وعده فعاد شهيداً حاملا لراية النصر، لأنه بشهادته لم يغادر الساحة إلا وقد أبلى البلاء العظيم وحقق الانجازات الكبرى، وحضوره شهيداً هو التعبير عن النصر لأنه لم يتخل لحظة واحدة عن عطاءاته وتضحياته». وتابع نائب الأمين العام لحزب الله: «لقد فاز والله بهذه الشهادة، وفزنا معه لأنه ألقى على عاتقنا مسؤولية إضافية في متابعة المسيرة، وقدم لنا دماء زكية صافية راقية، ليقول لنا وللعالم: هذا هو الدرب، هذا هو النصر، هذا هو العز، هذه هي الكرامة، ونحن سنتابع إن شاء الله تعالى على دربك أيها القائد الجهادي الكبير، الذي عانق أخاه القائد الجهادي الكبير عماد مغنية، لتكتمل السلسلة برعاية وإطلالة شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب وسيد الشهداء السيد عباس الموسوي».
ورأى قاسم أن «إسرائيل حارت معك (بدر الدين)، وتلقى التكفيريون ضربات موجعة على يديك الطاهرتين خلال السنوات الأخيرة، والعالم المستكبر ينظر بحيرة لهذا الشخص النوراني المميز في ساحة عطائه مع إخوانه وأحبته، حملت الأمانة والدور فلم يتغير الاتجاه كما أرادوا في إضعاف المسيرة من خلال قتلك، لكنهم بقتلك أعطوا دفعة جديدة إلى مسيرتنا، التي تعطي الشهيد تلو الشهيد، والقائد تلو الشهيد ليكون المجموع صفاً واحداً على خط الاستقامة والتحرير، لكي ترتفع الراية خفاقة عالية ولو كره الكافرون والمشركون والمنافقون. أنت القائد في ساحة الجهاد، وأنت القائد في مسرح الشهادة، وأنت القائد في إنارة مسيرة الشهداء، نحن معك سنتابع المسيرة إن شاء الله تعالى، وستتألق أكثر فأكثر بدمائك وعطاءاتك يا سيد ذو الفقار».
وأردف: «أيها الشهيد القائد، نحن مستمرون على النهج الذي اخترته، مستمرون في مواجهة إسرائيل، ومستمرون في مواجهة التكفيريين، بالنسبة إلينا لا يوجد إلا عدو واحد هو إسرائيل ومن معها، تختلف الصورة وتختلف المواقع ولكنهم جميعاً في نهاية المطاف في داخل المشروع الإسرائيلي. نحن اليوم نواجه هذه المصاديق المتعددة، وقد آلمت يا سيد ذو الفقار، آلمت التكفيريين ألماً كبيراً في دمشق، وآلمت أسيادهم من الاسرائيليين والأميركيين، وآلمت داعميهم من جماعة النفط والدولار، ولن يكونوا مسرورين اليوم لأنهم أضافوا إلى مسيرتنا قوة وعزيمة إضافية. فليعلم العالم أننا سنكون حاضرين دائماً في المكان والزمان والأسلوب بما يحمي مشروع المقاومة حتى النصر، فحدود المكان عندنا هي حدود الدفاع أينما كان المكان، وحدود الزمان عندنا ما تتطلبه المسيرة من وقت وتضحيات، وحدود الأسلوب كل الامكانات اللازمة لتحقيق الهدف. لا تنظّروا علينا كيف نقاتل ومتى نقاتل ومن نقاتل، سنقاتل أعداءنا لنرفع رؤوسنا محررين للأرض وللانسان، لن نقبل أن نكون أذلة في بلدنا، ولن نقبل أن نكون أتباعاً لأحد في العالم، ولن نقبل أن ينتصر الكفر على الايمان، وستثبت الأيام كما أثبتت في السابق أننا أهلنا الشهادة والنصر، وأهل العزيمة الصادقة، وأهل القادة الأوفياء، وأهل من يصنع المستقبل، وستبقى رؤوسنا عالية بإذن الله تعالى مع النصر بتوفيق الله جل وعلا».
أضاف: «يا مصطفى اصطفاك الله تعالى فهنيئا لك، وهل ترانا نعيش المرارة بفقدك؟! لا والله، لأننا نعيش العزة بالمكانة التي حصلت عليها ونتمناها في كل يوم أن نقتل في ساحة الجهاد، وهل كنت تنتظر إلا الشهادة في سبيل الله، لا لسعي إليها ولكن سعيا لمرضاة الله تعالى، فكافأك وقال لك: تعال يا ذو الفقار أحسنت ما قدمت. نسألك ربنا أن توفقنا للنصر أو الشهادة بإذنك على دربك يا رب العالمين».
وختم: «تحية إليك يا سيد ذو الفقار، تحية إلى الشهداء الذين سبقوك، وتحية إلى الجرحى والأسرى وإلى عوائل الشهداء، أنت الآن جزء مضيء من عائلة كل بيت من بيوتنا التي تعمل في هذا الخط، وإن شاء الله تعالى ستكون المسيرة عزيزة دائمة، والله وعدنا بالنصر وكان حقاً علينا نصر المؤمنين».