طغى لقاء العشاء بين الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، مساء أول من أمس، في منزل رئيس الحكومة تمام سلام في المصيطبة، على ما عداه من مواقف وتطورات بما يتعلق بالإنتخابات البلدية في طرابلس تحديداً، لمعرفة ما خرج به اللقاء من اتفاق بشأن الانتخابات المحلية في المدينة، والتدقيق في تفاصيله.وأوحت أجواء اللقاء بين الرئيسين بأن الخلاف لن يصل إلى حدّ حصول مواجهة إنتخابية بينهما في عاصمة الشمال، بحسب ما أعلنا وأبديا رغبتيهما، وهو ما أشارت إليه مصادر سياسية متابعة لأجواء اللقاء قالت لـ"الأخبار"إنه "كان جيداً وودّياً، وقد اتفقا على فتح صفحة جديدة ووضع الماضي خلفهما، وتوافقا على أن يتفقا ولو بقي كل واحد في موقعه السياسي، لأنه ما من سبب موضوعي أو خلاف وطني يستدعي منهما كل هذه الخصومة السياسية، بالرغم من أن لكل منهما قراءته وأسلوبه في مقاربة الأمور والتعاطي معها".
لكن كسر حدّة الجفاء بين الرئيسين التي تعود إلى أكثر من خمس سنوات، لم يؤدِّ إلى توافقهما على "سلة" الإنتخابات البلدية في طرابلس وجوارها، وتحديداً في الميناء. ففي هذا الإطار كشفت المصادر أن الحريري "بقي على موقفه المتمسك بالمرشح عمر حلاب رئيساً توافقياً لبلدية طرابلس، وغمز من قناة ميقاتي قائلاً له: إنه أحد مرشحيك الثلاثة!".
وأضافت المصادر أن ميقاتي ردّ عليه بأن الحلاب "أحد الأسماء الثلاثة الذين طرحتهم، هذا صحيح، إنما لم نجد فيه القدرة على "التقليع" بالبلدية كما نأمل، لأنه يحتاج إلى تدريب وزيادة في الخبرة كي ينجح، لذلك نحن نؤيد الدكتور عزام عويضة، ومصرّون على التمسك بترشيحه".
وأمام إصرار كل طرف على مرشحه، أضافت المصادر أن سلام "طرح فكرة مداورة الرئاسة بين الحلاب وعويضة ثلاث سنوات لكل منهما، لكن ميقاتي والحريري لم يتجاوبا مع هذا الطرح، واعتبراه غير عملي، ما دفع الحريري إلى استمهال سلام وميقاتي 24 ساعة قبل إعطائهما ردّه".
وأشارت المصادر إلى أن ميقاتي والحريري "كلفا مقربين منهما متابعة كل التفاصيل المتعلقة بالإنتخابات البلدية، وأنه يفترض في خلال ساعات قليلة أن تظهر نتائج اللقاء، إما توافقاً وإما لا توافق، وعندها صندوق الإقتراع سيكون هو الحكم بين الجميع".