في الطابق الثالث من المبنى المقابل للملعب البلدي في جونية، تقع الماكينة الانتخابية للائحة «جونية التجدد ــ مسيرة عطاء»، المدعومة من النائبين السابقين، منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن، رئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة افرام، إضافة إلى حزب القوات اللبنانيّة، الفريق الأضعف في جونية. المندوبون كُثر، معظمهم من الجيل الشاب، يتوزعون على المكاتب المخصصة لكل منهم: صربا، حارة صخر، ساحل علما وغدير، الأحياء التي تؤلّف مجتمعةً بلدية جونية. هناك مكتب مُخصص للقوات اللبنانية. كان عند الثالثة والنصف بعد الظهر لا يزال فارغاً. «المندوبون يأتون في فترة بعد الظهر»، يوضح المرشح إلى منصب نائب الرئيس فادي فياض. في غرفة أخرى، زوجة افرام وسيّدة أخرى تجهّزان ملفات المندوبين ليوم غد الانتخابي.وفي مكتبه، يستريح فياض بعد يوم طويل من المقابلات الإعلامية. خلفه لوحة ضخمة لجونية ليلة افتتاح مهرجانها الصيفي. على يمينه صورة لـ«عرابي» الوزير الراحل جورج افرام وأخرى لـ«أخي» نعمة افرام. أما المقابلة معه، فيُفضلها أن تكون مُسجَّلة، لذلك يطلب من أحد الشبان تصوير اللقاء بهاتفه. يؤكد المدير العام لشركة «سانيتا» التابعة لمجموعة «إندفكو» أنه من أصل نحو 17 ألف ناخب «سيقترع 55%، أي نحو 9000 شخص. ونتوقع أن نفوز بفارق لا يقلّ عن ألف صوت». فهذه المرّة «العدرا بارمة صوب غدير»، يقول ممازحاً، ابن غدير، رئيس اللائحة فؤاد بواري. أما السبب فهو «توحيد مرشحي لائحة العطاء وجونية التجدد ضمن لائحة واحدة وإعادة استمالة عدد من المفاتيح الانتخابية وإيضاح فكرة أنّ هذه البلدية تدعمها كلّ القوى لا فريق واحد»، استناداً إلى فريد هيكل الخازن. عنوان المعركة بالنسبة إلى «الشيخ» واضح: «صراع أحجام ونفوذ حول إدارة أكبر مرفأ عام في كسروان، خاصة أن الانتخابات النيابية بعد سنة، وقد يُستخدم هذا الأمر لمصلحة الفريق الرابح. فهل تُسلّم البلدية للتيار الوطني الحر؟ هذا هو السؤال». يرى أنّ ما يجمع مكونات هذه اللائحة «مشروع إنمائي عدّلنا من صيغته حتى يُلائم الجميع ورئيسها البواري إداري جيد وخدوم. الانسجام بين أعضاء البلدية هو الأساس وليس الانسجام السياسي»، سائلاً: «ما الذي يجمع أصلاً بين الكتائب والتيار والأحرار؟» (داعمي اللائحة المنافسة برئاسة جوان حبيش). ماكينة آل الخازن تُعَدّ من الأعتق والأكثر خبرة، ولديها إمكانية لأن تطاول أبناء جونية الذين يسكنون خارجها. العمل حالياً يجري «بدمج عمل ماكينة كلّ فريق واجتماعات الماكينة مركزية تبقى مفتوحة»، يقول الخازن.
تراهن «التجدد ــ مسيرة عطاء» على عدم التزام القاعدة العونية لائحة حبيش

أكبر الأقلام في جونية هو صربا (5700 صوت تقريباً)، ويُمثَّل بـ 6 أعضاء. في المرتبة الثانية يأتي قلم غدير (5400 صوت) وخُصص له أيضاً 6 أعضاء. مسقط رأس آل افرام، حارة صخر الثالثة (3000 صوت)، ولديها 4 أعضاء. وأخيراً ساحل علما، منطقة نفوذ حبيش، ممثلة بعضوين، وفيها قرابة 1700 صوت. يُفضل البواري حصر الحديث بالإنماء «وكنت أتمنى أن تكتفي الأحزاب بدعم اللائحة». يوضح أنه طرح ترشيحه «لأنني مقتنع بأنني أستحق الرئاسة. دعمني في البداية البون». بعد 18 سنة في الشأن البلدي (هو نائب رئيس المجلس البلدي الحالي ويعمل كما لو أنه الرئيس الفعلي)، يرفع البواري شعار «التجدد» عبر طرح نفسه رئيساً للائحة. يُصر على موقفه، موضحاً أنّ «الشأن العام يختلف عن الخاص، التواصل مع الناس أمر أساسي. نحن الخبرة لهؤلاء الشباب المندفعين. نُدربهم على العمل ونُغادر بعدها». يؤكد أن العمل داخل البلدية «بعيد عن منطق السياسة. في المجلس الماضي كان هناك من كل المكونات، وحالياً نحن نحظى بتأييد عدد من العونيين. للأسف الفريق الآخر يأتي بعقلية الحقد. جونية ما بتستاهل هلقد».
فياض أيضاً يُفضل التركيز على الشق الإنمائي من خلال سرد النقاط التي يتألف منها «المشروع الدقيق والواضح والجاهز للتنفيذ منذ اليوم الأول لتسلُّمنا. وعدنا بأن نفتح مجالاً للمساءلة كلّ ستة أشهر، وأن نكون بعد 6 سنوات فد نفذنا 100% من المشروع العملي الذي يشمل السياحة والحياة الطالبية والمجتمع والمهرجانات». يُستفز من وصف عهد أنطوان افرام (الرئيس الحالي للبلدية) بغير المنتِج، «المشكلة كانت في التواصل». يُعدد مشاريع سلفه ويستند إلى الأرقام ليؤكد فعاليته: «ارتفاع المداخيل من 5 ملايين و850 ألف دولار إلى 11 مليون دولار». الدمج بين اللائحتين أدّى إلى اختيار «6 أعضاء من المخضرمين و12 عضواً من الشباب. معركتنا مشروع إنمائي مقابل مشروع تحدٍّ وضغينة». يسأل إن كانت كرامة جونية تُصان بالقول إن حبيش لا يُعين افرام ناطور بناية عنده أو بالإشارة إلى وجود باصات مدفوعة تأتي إلى جونية تتقاسمها اللائحتان. يرد فياض بأننا «لا نتقاسم معه شيئاً. آل افرام يهمهم إنماء المدينة». يُراهن الرجل المقرب من الوزير جبران باسيل و«التيار» على عدم التزام القاعدة العونية لائحة حبيش «لأنهم أصحاب إصلاح وتغيير ولا يقبلون أن يغيروا نحو الأسوأ».