آمال خليلصيدا تعيد توحيد صفوفها مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية. بعد الجدل الذي رافق إعلان إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود دعمه للائحة رئيس البلدية الحالي محمد السعودي قبل نحو شهر، سجّل ضمن خطبة الجمعة أمس، تراجعاً عن الدعم، مبرراً ذلك بـ"ترشح بعض الأسماء في اليوم الأخير من الترشح أكدت الصبغة السياسية للمعركة البلدية، وكنا نود أن تكون إنمائية بامتياز". يقصد حمود ترشح شقيقه منسق تيار المستقبل في صيدا والجنوب ناصر حمود والأمين العام لتيار المستقبل عضو البلدية المنتهية أحمد الحريري. ويوضح مقربون من حمود أن دعمه المبدئي "كان للسعودي حصراً لمميزاته الإنمائية والجامعة". لكن آخرين لفتوا إلى سبب آخر للتراجع. عند إعلان عضو البلدية المنتهية ديانا حمود عزوفها عن الترشح مجدداً، اقترح حمود على السعودي ترشيح نجله محيي الدين بدلاً منها. لكن الأمر "شبه مستحيل" بحسب شقيقه ناصر. لم يكن منطقياً إدخاله ضمن اللائحة المدعومة من المستقبل والجماعة، لأن "التوجهات السياسية بين الطرفين مختلفة تماماً. هو خط ممانعة ونحن لسنا خط ممانعة" قال. وأكد لـ "الأخبار" أنه اختير للترشح للمرة الأولى إلى البلدية "كممثل عن آل حمود". مهما اختلفت أسباب الشيخ، فإن النتيجة تصبّ في مصلحة لائحة التيار الوطني في بوابة الجنوب. حمود اتصل قبل يومين برئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، الذي زاره أمس على رأس وفد من القيادة، وتوافقا على دعم حمود للائحة "صوت الناس" المدعومة من التنظيم وحلفائه. بالتزامن، أوفد التنظيم مبعوثاً للتنسيق مع شريكه في بلدية 2004 التي هزمت الحريرية، عبد الرحمن البزري، وتوحيد الجهود في المعركة البلدية، برغم أن الأخير أعلن التزامه لائحة السعودي الذي حفظ للبزري حصته المتمثلة بثلاثة أعضاء منذ عام 2010.
على الضفة الأخرى، تحاول مجدليون وحلفاؤها ترميم الصورة الجامعة بعد قمع "انتفاضة" رجل الأعمال محمد زيدان، الذي لوح بالترشح ضد لائحة السعودي، واعترض على أداء البلدية وطريقة تشكيل اللائحة الجديدة.
لكن الترميم يؤجل الأزمات ولا يحلها. منها المخرج الذي فرضته النائبة بهية الحريري لإنهاء الإحراج الذي سببه شغور المقعد المخصص لآل الحريري بقرار نجلها أحمد عدم الترشح مجدداً. ثمانية من العائلة والمقربين منها جهدوا لانتزاع المقعد. وعند اشتداد المزاحمة بينهم، قدم أحمد ترشيحه قبيل انتهاء المهلة، فساد الظن بأن الوضع سيبقى على ما هو عليه. أمس، وعند إعلان اللائحة، ظهر فجأة إبراهيم الحريري نجل ابن عمها مكان نجلها أحمد الذي أعلن بالتزامن سحب ترشّحه. ناصر حمود أوضح لـ "الأخبار" أن أحمد ترشح "بسبب ضغوطنا عليه، لكنه أصر على ترك المنصب لشخص آخر ليتفرغ هو لعمله السياسي في المستقبل المنظور في صيدا، أي الترشح للنيابة، خصوصاً أنه يتواصل دائماً مع الناس من دون الحاجة لصفة".
لمرتين متتاليتين، وفي مكانين مختلفين، أعلنت لائحة "إنماء صيدا إلى الأمام"، مدعومة من المستقبل والجماعة الإسلامية والبزري. عند الثالثة بعد الظهر، عقد السعودي مؤتمراً صحافياً لإطلاق اللائحة، اقتصر على حضور أعضائها، في الشركة الخاصة العائدة لنائبه في البلدية المنتهية إبراهيم البساط، قبالة أنقاض جبل النفايات. وعند السادسة مساءً، تكررت الدعوة لإطلاقها في مهرجان شعبي في حيّ سكني في البستان الكبير في منطقة الوسطاني، حضره الرئيس فؤاد السنيورة والنائبة الحريري وأحمد الحريري والمسؤول السياسي للجماعة في صيدا بسام حمود، في غياب البزري. أعطي المنبر بداية للسنيورة. ببراعته المعهودة، ظهر كأن شيئاً لم يكن بين شريكه زيدان والبلدية. أعطى الحاضرين والسعودي من طرف اللسان حلاوة، لكنه سرعان ما مرر انتقاداته بين المدائح. توجه للسعودي قائلاً: "الأهم أن تتحول البلدية إلى مؤسسة بغضّ النظر عمّن يكون الرئيس أو نائبه أو الأعضاء". وختم بتذكير المناصرين بالتصويت للائحة الزرقاء "زي ما هيي". الحريري في كلمتها أكدت أن "صيدا لا تنتظر الانتخابات لتحاسب وتسائل، بل تفعل ذلك يومياً". أما بسام حمود، فدعا الجمهور إلى ألّا "ينجرّ إلى الشائعات والأقاويل وأن ينزل إلى الصناديق". لم ينم السعودي على ضيم ملاحظة السنيورة، ولا سيما بعد ما أشاعه زيدان عن مخطط وضعته الحريري يقضي باستقالة السعودي بعد ستة أشهر أو سنة بعد فوز البلدية ويسلمها لشخصية متفق عليها. لفت نظره إلى أنه في المجلس البلدي الحالي "من أول يوم كل عضو رئيس، ومن الأفضل أن يتحمل كل منهم مسؤولية لأتفرغ إلى أشغال أخرى". وتوجه السعودي مباشرة إلى زيدان الغائب، فشكر "صاحب الأيادي البيضاء وشو بدكم بما حصل، كانت غيمة ومرقت ونحن إخوة". كذلك لم ينس البزري الذي يتصرف الآخرون وكأنه شريك غير مرغوب.