قبل عقود، كانت جون كاثوليكية بغالبيتها يليها حضور ماروني وازن مع وجود شيعي. على نحو تدريجي، تناقص عدد المسيحيين في مقابل ازدياد شيعي. لكن التغير الديموغرافي لم يمس بتوزع المقاعد البلدية: خمسة كاثوليكيين (من بينهم الرئيس) وأربعة موارنة وستة شيعة (من بينهم نائب الرئيس). هؤلاء ينتخب منهم نحو الف و450 شيعياً وألف و300 كاثوليكي و700 ماروني. عام 1998، فازت لائحة مدعومة من القوات وحزب الله وحركة أمل ومستقلين وابن البلدة القاضي عفيف شمس الدين وعضو المجلس الأعلى للكاثوليك السابق الياس حنا، فارضة مجلساً برئاسة الطبيب روجيه جاويش ونائبه حسام نجل شمس الدين. اللائحة الخاسرة كانت مدعومة من الشيوعيين ومستقلين والنائب السابق خليل عبد النور. أبرز أسباب خسارتها تسميتها لرئيس ماروني، ما خالف العرف واستنفر الكاثوليك ولم شملهم من بيروت والإغتراب ليسقطوه. عام 2004، فازت لائحة تحالف الشيوعيين مع جاويش ضد كل الأطراف الأخرى المذكورة. لكن تحالفهما لم يدم سوى 20 يوماً بعد أن نقض اتفاقهما بتعيين شيوعي نائباً له، فعين ممثل الإشتراكي بدلاً منه. أما عام 2010، ففازت اللائحة المدعومة من حزب الله وحركة أمل والشيوعيين والتيار الوطني الحر وشمس الدين (عين نجله مجدداً نائباً للرئيس). خلال السنوات الست، برزت خلافات ثنائية وجماعية بين الأطراف أسست للوضع الحالي. أعرب بعض مناصري حزب الله وأمل عن عدم رضاهم عمن اختير لتمثيلهما. فيما حزب الله تراجع عن دعمه للرئيس الشيوعي أنطوان فواز ما عطّل العمل البلدي، إلى أن قدم الأخير مع خمسة أعضاء استقالتهم، وانتخب مكانه العوني العميد المتقاعد سليم خرياطي. ما حوّل البلدية لنموذج عن التفاهم بين حزب الله والعونيين.
اللائحة تضم حزب الله والقوات وشمس الدين ولا يزال العونيون خارجها

رواسب تحالفات وخلافات الدورات السابقة، تؤثر مجتمعة على المجلس الذي ينتخب الأحد المقبل. بحسب مصادر مواكبة، أعلن رئيس التعاونية الزراعية في البلدة وممثل حزب الله في البلدية حسين عيسى عن نيته بالترشح من دون أن يحدد وجهته التحالفية. بحسب مصادر مواكبة، بدأ الشيوعيون منذ أربعة أشهر بالتحضير لحلفهم الجديد. استطاعوا جذب عيسى الذي يعد مؤسس الحزب في جون. كما أقنعوا جورج مخول وفريقاً من القواتيين بالإنضمام إليهم. قبل أسابيع قليلة، انسحب مخول من الحلف ودخل في حلف القوات وحزب الله وامل وشمس الدين الذي شكل لائحة من 14 عضواً. الثنائي، تقاسم أربعة مقاعد شيعية (اثنان عن الحزب واثنان عن أمل)، إلى جانب حسام شمس الدين. أما المقعد الشيعي السادس فتركاه شاغراً، إفساحاً في المجال لتوافق الأفرقاء على ملئه إما بعيسى كممثل عن العائلات وليس عن حزب الله أو بمحسن صالح كممثل عن الشيوعيين. لكن أين العونيون؟ بحسب المصادر، فإن الشيوعيين بدأوا منذ الأربعاء بمفاوضات مع خرياطي لإعلان لائحة مشتركة. أما عن سبب استبعاد العونيين من السلطة التي كانوا على رأسها في السنوات الثلاث الماضية، بموافقة حليفهم حزب الله، فالبعض يعيد السبب إلى رفض أمل مشاركتهم وتمسكهم بمخول وفريقه لكونه يمثل الأكثرية المسيحية. وبشأن موافقة الحزب، تنقل المصادر أنه فضّل عدم المسّ بحلفه مع أمل. مسؤول اللجنة الإنتخابية لحزب الله في جون المهندس سعيد غصن "ترفّع" عن تصنيف المسيحيين بين قوات وعونيين، مصنفاً إياهم بـ"عائلات مسيحية". يوزّع اللائحتين بين لائحة مخول والعائلات المسيحية والعائلات الشيعية وشمس الدين وبين لائحة خرياطي "الصديق ورئيس البلدية السابق الذي نلتقي معه بالسياسة، لكن هناك خصوصيات تجعلنا نتلاقى حيناً ونفترق حيناً آخر". استدرك غصن قائلاً إن "الأمور لحد الآن غير واضحة ومن الممكن في نهاية المطاف أن نجد أموراً مشتركة". ولا عجب أن يجد الحزب أموراً مشتركة مع العونيين في جون، ما دام يترّفع عن ارتباط حليفه الآخر في البلدية الحالية (وربما المقبلة) بالمحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري. فالقاضي عفيف شمس الدين يشغل منذ 2009 منصب قاض في غرفة استئناف المحكمة. لكن غصن يرفض إقحام المحكمة التي تلاحق المقاومة والربط بينها وبين شمس الدين على صعيد جون. "المحكمة خارج جون أما داخلها فالرجل له خدماته وعلاقته الطيبة مع الجميع".
خرياطي رفض التحدث بالإنتخابات وأحالنا إلى مدير حملته فؤاد ضومط. الأخير أشار إلى أن الأمور لم تكتمل في لائحة خرياطي التي يعمل على تشكيلها لتضم كل الناس، خصوصاً الشيوعيين والمستقلين. ولتحديد وجهة النظر العونية من تحالفات حليفيه، حزب الله والقوات، التي استبعدته، أحالنا إلى جوني الياس المسؤول العوني عن الملف. الأخير رفض الحديث لأنه "ما معي تعليمات من قيادتي".