شرم الشيخ | في معظم الاجتماعات التي عقدها في شرم الشيخ مع قادة عرب او ممثليهم ووزراء خارجية، وكذلك في لقاءات عابرة كما مع العاهل السعودي الملك سلمان، سئل رئيس الحكومة تمام سلام عما آل اليه الاستحقاق الرئاسي. بعض الاسئلة كان اكثر تحديداً: ماذا ينتظر اللبنانيون كي ينتخبوا رئيسهم؟ سألوا ايضاً عن الجهود المبذولة: متى سيكون للبنان رئيس؟ كان سلام يجيب بأن الازمة الداخلية صعبة. ما استخلصه من فحوى الاسئلة والاجوبة المقتضبة عن الشغور الرئاسي، هو ما يصفه رئيس الحكومة لـ «الاخبار» عن الموقف العربي العام من الاستحقاق: «سأل القادة والمسؤولون العرب عن انتخابات الرئاسة. تقريبا جميعهم. عندما كنا نلتقي، كان السؤال ماذا انتم فاعلون بالرئاسة؟ شكّل هذا السؤال وعياً كبيراً للقادة العرب على وفرة المشكلات والهموم التي خاضوا فيها. مع ذلك كان للاستحقاق حصة وحرص على اظهار الاهتمام بالشغور وضرورة انتخاب الرئيس. بيد ان الموقف العام ان ايا من القادة العرب لن يتدخل في الاستحقاق، ويقول انه شأن اللبنانيين. يرون انتخاب الرئيس مسؤولية اللبنانيين وحدهم، ولذلك لن يتدخلوا، ويستبعدون اي دور لهم فيه. لا يريدون اي دور، ولن يكونوا في صدد اي مبادرة».
اي انجاز تمثله القوة العربية المشتركة التي خرجت بها قمة شرم الشيخ؟
يقول: «الابعاد الاولية لهذا القرار هي ذروة اهمية اتخاذه، لانه لا يزال في بداياته. ثمة متابعة له على مستوى قادة الجيوش ورؤساء الاركان الذين سيبحثون في تأليف هذه القوة في اجتماعات متتالية. لكن اهمية قرار القوة المشتركة انها عنوان كبير لدور كبير، ولن تنشأ من اجل اليمن فحسب، بل للدفاع عن اي دولة عربية تتعرض لتدخل خارجي. اعتقد ان من المفيد انتظار بعض الوقت لبلورة السبل الآيلة الى تنفيذ هذا القرار عسكرياً وسياسياً».
يضيف: «كانت القمة استثنائية في ظروف استثنائية بسبب مصادفتها احداث اليمن، ما منحها خصوصية على وقع تصدي العرب لمشاكلهم. يقدمون اليوم على الفعل بعدما كانوا في الماضي يكتفون برد الفعل. وهو امر يتطلب جهدا كبيرا لأن قضية اليمن، شأن ملفات عربية اخرى، ليست سهلة، بل شائكة ومتراكمة، ما يجعل استيعابها بهدف التوصل الى الاستقرار والامن يحتاج الى جهود وفيرة».
وكان سلام القى كلمة لبنان في القمة العربية مساء السبت، قائلا: «مقدار ما يشرّفني ان اجلس خلف علم بلادي لاخاطبكم باسم لبنان وشعبه، يحزنني ان لا اكون هنا بمعية رئيس الجمهورية اللبنانية الذي لا يزال مقعده شاغرا منذ قرابة عشرة اشهر بسبب خلافات القوى السياسية. ادى التأخير المتمادي في انتخاب الرئيس الى تعثر عمل مؤسساتنا السياسية، وانعكَس سلبا على دورتنا الاقتصادية».
وتطرق الى احداث اليمن وقيادة السعودية تحالفا عسكريا عربيا واسلاميا «لتثبيت الشرعية واعادة الاوضاع في اليمن الى نصابها الطبيعي»، مشيرا الى ان لبنان «انطلاقا من حرصه على دعم الشرعية الدستورية في اليمن، وعلى الاجماع العربي ووحدة البلدان العربية واستقرارها، يعلن تأييده اي موقف عربي يحفظ سيادة اليمن ووحدة اراضيه وتماسكَ نسيجه الاجتماعي». واذ اكد «حرصنا الدائم على المصلحة العربية العليا وتضامننا مع اشقائنا العرب في كل قضاياهم المحقة»، دعا الى «تحييد لبنان عن كل الصراعات الاقليمية التي قد تكون لها انعكاسات سلبية على الوضع اللبناني».
وايد سلام انشاء قوة عربية مشتركة «لمكافحة الارهاب وصون الامن القومي العربي»، وحضّ على مواجهة الارهاب «وقد جاءنا من غرف التآمر ومعامل توليد الفتن فعمم الفوضى وسمح بتدخلات خارجية متمادية في عدد من الدول العربية». وقال: «عانى لبنان ولا يزال من الارهاب العابر للحدود. ودفعنا ثمنا بشريا وماديا باهظا قبل ان نتمكّن من وضعِ حد لهذه الموجة بفضل قرارنا السياسي الحاسم الذي التف حولَه اللبنانيون، وبفضل صلابة جيشنا ويقظة قواتنا الامنية».