لم يرفع النائب ميشال عون السقف السياسي في الكلمة التي ألقاها أمس في ذكرى 13 تشرين. بعد التذكير بأحداث تلك المرحلة وما رافقها، اتهم عون إحدى «المجموعات» بممارسة الكيدية السياسية. أسف للتعطيل الذي أصاب مؤسسة الجيش، مؤكداً أن «هذا التلاعب سيدفعون ثمنه».
لم ينسَ عون أن يُذكر أنصاره بأنهم «بالقرب من بيتكم. وليتذكر كل واحد منكم أن صوته هو من سيحرر البيت الذي تعمّد باسمكم: بيت الشعب».
على منصّة تبعد مئات الأمتار عن القصر الجمهوري، وقف الجنرال مُتحدثاً عن «السكيزوفرينيا» الدولية التي عملت في تلك المرحلة على تحرير الكويت، إلا أنها سمحت بـ«احتلال لبنان»، ففهم الشعب اللبناني أنه «إذا صدف وغُلب في معركة فهذا لا يعني أنه خسر الحرب. وهكذا في 13 تشرين فرضت علينا القوة أمراً واقعاً، ولكن مقاومتنا حفظت لنا حقنا».
بكلمات من الإنجيل، أعاد صوغ أحداث تلك المرحلة، آسفاً لأنها «المرة الأولى في التاريخ التي يرحل فيها المحتل ويبقى في الحكم من كان يزحف أمامه أيام الاحتلال».
من «13 تشرين»، انتقل عون الى توجيه أصابع الاتهام الى الطبقة السياسية التي حكمت لبنان 25 سنة، وكانت «المسؤولة عن الانهيار الحاصل اليوم»، مؤكداً أن «مرحلة جديدة من النضال بدأت وستكون نتيجتها التغيير ثم الإصلاح». التغيير سيتحقق، استناداً الى عون، من خلال انتخابات نيابية. لذلك «نضالنا اليوم لنحصل على قانون انتخابات يقوم على النسبية». ومن بعبدا، جدّد ضرورة العمل من أجل عدم انتخاب رئيس للجمهورية «كيفما كان... بيسمع الكلمة ويحني رأسه ويمشي».
تحدث عون عن «مجموعة» من دون أن يسميها «تعتمد السياسة الكيدية وتُعرقل المشاريع التنموية... وهي التي سنُحاربها». أما من يتهم «التيار» بأنه يُعطل المؤسسات، فالردّ واضح: «صحيح، نحن نعطل... نعطّل فقط قراراتكم السيئة وانحراف المؤسسات وتجاوز النصوص الدستورية والقانونية وتخطي الميثاق الوطني».
كلمة «الجنرال» تناولت أيضاً الجدل القائم حول الترقيات العسكرية، فاعتبر أن التعطيل والضرر أصابا الجيش بسبب التلاعب بقوانينها، «بعدما انتقلت عدوى التمديد لتطال المؤسسات الأمنية والعسكرية». ولكن «هذا التلاعب سيدفعون ثمنه».
وأعاد عون التذكير بالخيارات التي اتخذها: «في 13 تشرين لم ننسحق ولم نعط توقيعنا. في حرب تموز، كان خيارنا أن سنوات حرب مع الخارج ولا ساعات حرب في الداخل. في حروب الربيع العربي، اخترنا أن نكون ضد الإرهاب القادم إلينا بالسيف». قبل أن يحسم أن «خياراتنا في كل مرة تنقذ الوطن، وربما لهذا السبب تشنّ علينا هذه الحرب الشرسة».
وختم كلمته بالتأكيد أن التيار الوطني الحرّ هو «شعب لا يتعب. نحن شعب لا ييأس». ونبّه من أن يراهن أحد على الوقت أو التعب أو الملل، فـ«أبواب الجحيم لن تقوى على كسر إرادتنا».