لم يتردّد السياسي والكاتب الهندي توشار غاندي، حفيد المهاتما غاندي، في المشاركة في «الملتقى الدولي لسفراء العودة إلى فلسطين». وكذلك فعل عضو برلمان جنوب أفريقيا، وحفيد الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، زويلفيليل مانديلا، وابنة المناضل الأممي تشي غيفارا، أليدا غيفارا، إضافةً إلى أكثر من 26 شخصية دولية.
«سفراء العودة» الذي احتضنته بيروت، ونظمته «الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين» على مدى 3 أيام، استُهلّ بجولة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت، واختُتم أمس في جولة على الحدود اللبنانية - الفلسطينية، حيث يصل المشاركون إلى أقرب نقطة تفصلهم عن فلسطين، وذلك في الذكرى الـ 75 لـ«يوم العودة».

الملتقى هو الأول من نوعه، سواء على المستوى الفلسطيني أو العربي والدولي، بعناوينه وفكرته ومفرداته. هكذا عبّر الإعلامي والمعلّق الرياضي حفيظ دراجة، الذي نال لقب «سفير العودة»، في حديث لـ«الأخبار»، قال فيه إنه «ما دامت الدول اختارت أن يكون لها سفراء، فمفهوم السفير بشكل عام فعّال لهذه الدول، وأيضاً التفكير في تكليف بعض الشخصيات ليكونوا سفراء العودة فهذا إبداع جديد، ومفهوم جديد على مثل هكذا قضايا، وأعتقد أنه مفيد جداً. عدد السفراء ونوعيتهم يُشكّل حدثاً بحدّ ذاته، لأننا وصلنا إلى عدد من المؤثرين في مختلف المجالات، وهذا عمل إضافي إلى جانب الأعمال المقاومة الأخرى».

أمين سر الحملة عبد الملك سكرية، أوضح لـ«الأخبار» أن «الحملة تتقصد إقامة هذه المناسبات في بيروت، وإجراء الجولات في المخيمات والجنوب اللبناني، لما لها من وقع على الشخصيات الدولية والفلسطينية، حين ترى جزءاً مهماً من بلد احتلته إسرائيل وتمّ بالفعل تحريره، أي أن هذا الفعل ممكن أيضاً في فلسطين». ولفت سكرية إلى أن «من ضمن الأفكار التي دأبت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين إلى ترجمتها كانت فكرة تكريم شخصيات دولية التي لها تاريخ نضالي حافل في دعم قضية فلسطين ومنحها لقب سفير العودة لتكريمهم والاعتراف بنضالهم أولاً وليعرف الشعب الفلسطيني أصدقاءه من أعدائه».

أكد جميع من أجرينا معهم مقابلات في هذا الملتقى أن فعاليات هذا المؤتمر «هي مُكمّلة للفعل المقاوم المُسلّح في فلسطين الذي لا يضاهيه عمل، إذ إن وجود هؤلاء المجتمعين في بيروت ليس سوى دعم للمقاومة».

كذلك، تجنّب الحاضرون أن يظهر الملتقى على أنه مجرد شعارات، إذ تحدثوا في جلساته عن كيفية إدارة مرحلة ما بعد التحرير، وهذا ما تضمن الورقة التي قدمها الكاتب والأستاذ الجامعي من أستراليا تيم أندرسون، والذي دعا الحضور للتفكير بـ«ماذا سنفعل بعد تفكيك هذا الكيان، كي لا نشهد نشوء كيان آخر شبيه بالكيان الإسرائيلي، لأن تفكيك الكيان هو أمر معقد وسيجعل ما بعده أكثر تعقيداً».

وأمّا «ورثة» المناضلين الأمميين، فكانت مواقفهم تعني أنه لا يزال لهم تأثير وصدى عالمي في الشعوب، إذ دعا غاندي إلى «استخدام الحرب والقوة في فلسطين، فهناك معارك ليس للكلمة أي وقع وأثر فيها». وأما غيفارا، فعبّرت عن مدى دعم الشعب الكوبي والشعوب المقاومة للقضية الفلسطينية التي «لا تزال مرتكزاً أساسياً للنضال». كما قالت: «يجرحني أننا ما زلنا في طور العودة إلى فلسطين، في حين كان يجب علينا أن نكون اليوم في مرحلة التحدث عن مشاريع للتنمية لشعب قد عاد فعلاً لفلسطين؛ نطالب بالعودة إلى فلسطين، لأن العالم يبدو أصم وأعمى أمام جرائم الصهاينة، فالشعب الفلسطيني يحتاج أن نكون جميعاً إلى جانبه، لذلك سنبقى نواصل النضال حتى التحرير».

وفي حديثها لـ«الأخبار»، اعتبرت أنه «ليس بالضرورة يجب أن نكون أقوياء لنتضامن مع فلسطين ونقف إلى جانب المقاومة فيها، فكوبا ومنذ انتصار الثورة تم فرض حصار عليها من قبل الولايات المتحدة الأميركية ولكنها قررت قطع العلاقات مع إسرائيل تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتضامناً مع قضية الشعب الفلسطيني، ولا تزال حتى الآن علاقاتها مقطوعة مع إسرائيل وهي تعاني من حصار خانق منذ بداية الثورة حتى الآن. قوّة كوبا تكمن في أنها تشارك مع الشعوب الأخرى من العالم بالقليل الذي لديها وليس ما يزيد عنها وهذه قوة».

وأما بالنسبة للآتين من أوروبا، فاستفادوا من «ديموقراطية» بلادهم لتوجيه تُهمِ واضحة لمساندة الاتحاد الأوروبي لإجرام الكيان، إذ عبّر النائب في البرلمان الأوروبي، مانويل بينيدا، عن استنكاره لـ«التواطؤ التي تمارسه أوروبا مع إسرائيل من خلال بيع وتسويق منتجات الأراضي الفلسطينية القابعة تحت الاستعمار»، مشيراً إلى أن «موقف الشعوب في أوروبا مختلف عن ما يحاول قوله رسمياً الاتحاد الأوروبي، فالشعوب لا تشارك إسرائيل مشروعها الرامي إلى إبادة شعب كامل».

واختتم الملتقى بعد جولة في الجنوب، تَخلّلتها زيارة إلى معتقل الخيام، بإصدار بيان أجمع فيه «سفراء العودة» على دعم خيار الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال والمطالبة الدائمة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين المنتشرين في دول العالم.